HTML مخصص
17 May
17May

إذا كانت العذراء قد إستطاعت أن تحوي بداخلها الغير المحوى فلقد تجمّلت بالفضائل الكثيرة الَّتي أهّلتها لذلك , ولو كان يوجد من يفوقها من بعدها نقاءً وقداسة لكان الله قد أبطأ قدومه حتّى جاء منها لذلك نحن نقول عن العذراء أنّها قدّيسة الأجيال وقدّيسة القدّيسين.




الإتّضاع والوداعة :


لعلّ الفضيلة الأساسيّة والعظمى الّتي جعلت الربّ ينظر إليها أنّها كانت وديعة إذ قالت "لأنّه نظر إلى إتضاع أمته" (لو ٤٨:١).

وقد ظهرت وداعة العذراء مريم في عدة أمور :


‌أ- إحتمال الكرامة :

قد يظنّ البعض أنّ إحتمال الآلام صعب ولكن يجب أن نعرف أنّ إحتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود أكثر من إحتمال الآلام والإهانات وقد قال أحد القدّيسين :
"هناك الكثيرون يحتملون الإهانات ولكن القليلين يحتملون الكرامات".

حينما صارت العذراء أمًّا لله لم تتكبّر بل قالت : "هوذا أنا أمة الرب" , وإحتملت كرامة ومجد التجسّد الإلهيّ منها.. مجد حلول الروح القدس فيها.. مجد ميلاد الربّ منها.. ومجد جميع الأجيال التي تطوّبها.

إحتملت كل ظهورات الملائكة لها وسجود المجوس أمام إبنها والمعجزات الكثيرة الَّتي حدثت من إبنها في أرض مصر بل ونور هذا الإبن في حضنها.


‌ب - إنكار الذات :

حينما كان الربّ في الهيكل وهو طفل صغير وبحثت عنه العذراء ولم تجده مع الأقرباء والمعارف وكان معها يوسف النجّار, وأخيرًا وجدته في الهيكل جالسًا وسط المعلّمين (لو ٢: ٤٤-٤٩) قالت له العذراء".... هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذّبين".
العذراء كانت تعرف أنّ إبنها ليس إبنًا ليوسف ومع ذلك كانت تدعوه أبًا له, والأفضل من ذلك أنّها كانت تقدّمه على نفسها فتقول " ...هوذا أبوك وأنا..." معطية له كرامة أكثر.


‌ج - خدمة الآخرين :

خدمة الآخرين تكون مبنيّة على المحبّة والتواضع.
القدّيسة مريم ذهبت إلى أليصابات لتخدمها عندما علمت أنّها حبلى مع أنّها أمّ المسيح, إلّا إنّها لم تمنعها كرامتها من أن تذهب إلى أليصابات في رحلة مضنية شاقّة ومضنية عبر الجبال وتمكث عندها ٣ شهور تخدمها حتّى ولدت يوحنا (لو ١: ٣٩-٥٦), فعلت ذلك وهي حبلى بربّ المجد.



خادمة الربّ ن. غ
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.