HTML مخصص
13 May
13May

+ التجسّد هو العقيدة العظمى في المسيحيّة ، وهي الَّتي تميّزنا عن الأديان الأخرى ، والتجسّد هو الينبوع الذي ينبع منه كل الفكر المسيحي وينبنى عليه كل العقائد والسلوكيّات المسيحيّة والمفاهيم الإيمانيّة.




١ - ماذا حدث في التجسّد؟


+ كلمة (تجسّد) معناها أنّ غير المنظور صار منظوراً ... وغير المحسوس صار ملموساً ... ومن هو بغير جسد صار له جسد حقيقيّ مولود من إمرأة كمثل باقي البشر.

+ الله الكلمة بنفسه هو هو الذي صار إنساناً بالحقيقة ... وحده كان كائناً قبل ميلاده من أمّه العذراء ... أمّا باقي البشر فما كنّا كائنين قبل بدء تكويننا في بطون أمّهاتنا.

+ لذلك فنحن لم نتجسّد ولكننا تكوّننا وولدنا، هو وحده تجسّد ووُلد لأنّه كان كائناً قبل ميلاده على الأرض.

+ عندما بشّر الملاك جبرائيل القدّيسة العذراء مريم ... حلّ اللوغوس في أحشائها ، وإتّخذ لنفسه فيها طبيعتنا البشريّة وإتّحد بها كأقنوم ... إتّحاداً عجيباً فريداً ... إتّحد لاهوته بناسوت كامل (نفس وجسد وروح) إتّخذه من دم وخلايا العذراء مريم ، إتّحاداً كاملاً بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا تلاشي.

+ ووُلد منها إنساناً كاملاً حقيقيِّا مساوٍ لنا كالتدبير ... وصار الله واحداً منَّا ... وصار إبن الله إبناً للإنسان... دون أن يتغيّر (طبعاً) ... ودون أن يفقد لاهوته ... ودون أن يتلاشى هذا الناسوت في لاهوته.

+ وُلد يسوع المسيح إبن لله من العذراء مريم ، شخص واحد بطبيعتين ... هو الله الحيّ وهو أيضاً في نفس الآونة إنسان حقيقي ... بسرّ عجيب لا ينطق به ... هو الله المتجسّد ... الله الظاهر في الجسد ... نسجد له ونمجّده حتّى وهو في الجسد ... لأنّه الله بالحقيقة.

+ وصار بذلك ربّنا يسوع المسيح يحمل فى شخصٍ كلّ صفات اللاهوت (بالطبع) :

فهو الخالق وهو الديّان وهو الفادي وهو القادر على كلّ شيء وهو غافر الخطايا وعارف الخفايا ومعطي الحياة وهو فوق الزمان وكائنٌ قبل الأدهار، وهو كائنّ في كلّ مكان، وهو الأوّل والآخر، وليس قبله أحد ولا بعده آخر، وهو الصالح القدّوس وحده.

+ وفي نفس الوقت يحمل السيّد المسيح في شخص القدّوس كلّ صفات طبيعتنا البشريّة ومتطلّباتها ما عدا الخطيئة "إذ شابهنا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة وحدها".

+ فهو إبن الإنسان فيما هو إبن الله أيضاً، ويمكن أن يموت وهو ما حدث على الصليب، ورأيناه جائعاً وعطشاناً ومتعباً ونائماً وسائراً، وكان لابدّ أن يصلّي وأن يصوم وأن يختتن وأن يلتزم بالعبادة في الهيكل بالناموس أنّه إنسان حقيقيّ وكامل.

+ يمكن أن يخاطب الآب قائلاً :

"يا أبتاه" إذ هو الإبن الوحيد، ويخاطبه أيضاً :
"إلهي إلهي" إذ هو الإبن المتجسّد... هو الإبن والعبد "هوذا عبدي الَّذي أعضده ، مختاري الَّذي سُرَّت به نفسي ، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم" (أش ١:٤٢)

+ فقال : "قليل إن تكون لي عبداً، لإقامة أسباط يعقوب ورد محفوظ إسرائيل، فقد جعلتك نوراً للأمم؛ لتكون خلاص إلى أقصى الأرض" (أش ٦:٤٩)، "هوّذا عبدي يعقل ويتعالى ويرتقّى ويتسامى جداً" (أش ١٣:٥٢)، "من تعب نفسه يرى ويشبع وعبدي البار بمعرفته يبرّر كثيرين وآثامهم هو يحملها" (أش ١١:٥٣).

+ فالسيّد المسيح إبن وعبد، الله المتجسّد، له جسد وهو خالق الجسد والمادّة، مات وهو المُحيي كلّ النفوس وواهب الحياة لكل الخليقة، تعب وهو المعين والمريح لكل التعابى ، نام وهو الله الَّذي لا يغفل ولا ينام ، صام وصلَّى وهو الله قابل الأصوام والصلوات النقيّة ، خضع للناموس وهو نفسه واضع الناموس.

+ هو إبن الآب الوحيد "وصار بكراً (من جهّة الجسد) لأخوة كثيرين (نحن المؤمنين به)" (رو ٢٩:٨).

+ هو الخالق وحده وصار بكر كلّ خليقة بسبب التجسّد (كو ١٥:١).
إنّه مساوٍ للآب في الجوهر (فهو الله الكلمة بالحقيقة) ويمكن أن يقول أيضاً :
"أبي أعظم منّي" (يو ٢٨:١٤)، لأنّه متجسّد وفي حالة الإخلاء ... إنّه يعرف اليوم الأخير والساعة لأنّ "أنا والآب واحد" (يو ٢٠:١٠)، "الآب فِيَّ وأنا فيه" (يو ٣٨:١٠)، "الَّذي رآني فقد رأى الآب" (يو ٩:١٤)، "كل ما للآب هو لي" (يو ١٥:١٦)

+ ويستطيع أيضاً أن يقول : "وأمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الَّذين في السَّماء ولا الإبن إلّا الآب" (مر ٣٢:١٣)

+ لأنّه متجسّد وشابهنا في كلّ شيء، إنّه يعرف ولا يعرف، ولا عجب فهو الله وهو إنسان (شخص واحد بإتّحاد عجيب) بغير إنفصال وبغير إختلاط ولا تشويش.

+ صفاته اللاهوتيّة لم تلغِ ولم تشوّش صفاته الناسوتيّة ولم تغيرها ... فهو مثلنا في كلّ شيء "كان ينمو قليلاً قليلاً بشبه البشر" (القدّاس الإلهيّ).


أنّه حقًّا عجيب هذا السرّ الإلهيّ العظيم الَّذي للتجسّد...



تابعـــــــونـي... وأذكرونـي في صلواتكم وصلّوا من أجل ضعفي.



خادمة الربّ ن. غ.
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.