HTML مخصص
30 Jan
30Jan

كانت بيرندا شابة فى مقتبل العمر وقد دُعيت لتذهب إلى تسلّق الجبال ومع أنّها كانت خائفة حتّى الموت فقد ذهبت مع شلّة أصدقائها إلى منحدر جرانيتي ضخم وبالرغم من هلعها ، إرتدت ملابس التسلّق و أمسكت بالحبل وإبتدأت تتسلّق ذلك الجبل.

حسناً إتجهت هي إلى إفريز في الصخور كي ما تلتقط أنفاسها وبينما هي معلّقة فوق الإفريز صدم حبل الأمان عيني بيرندا موقعا عدساتها اللاصقة منهما في هذا الوقت كانت بيرندا تقف على الإقريز الصخري وأسفل منها مئات من الأقدام وفوقها مئات أخرى من الأقدام وبالطبع بحثت مراراً وتكراراً وأعادت البحث وهي تأمل أن تكون العدسة قد سقطت على الإفريز ولكنها لم تعثر عليها وهي الآن بعيدة تماماً عن منزلها.

صار نظرها غير واضح فصارت في حالة يأس شديد وبدأت ترتبك ، لذلك صلّت للربّ أن يعينها كي ما تجد العدسة وعندما وصلت للقمّة ، فحصت صديقة لها عينيها وملابسها بحثاً عن العدسة ولكنّها لم تجدها وهي تجلس قانطة مع باقي المجموعة ، في إنتظار الباقين الذين يتسلّقون الجبل.

نظرت بيرندا إلى الجبال الممتدّة سلسلة وراء الأخرى وهي تتفكّر فى الآية الواردة في أخبار الأيام الثانية ١٦ : ٩ لأنّ عيني الربّ تجولان في كل الأرض وتفكّرت قائلة يا ربّ أنت تستطيع أن ترى كل هذه الجبال وأنت تعرف كل حجر وكل ورقة شجر ، وتعرف أين عدستي اللاصقة بالضبط من فضلك ساعدني.


أخيراً نزلت المجموعة عبر الممرّ إلى أسفل الجبل حيث كانت هناك مجموعة أخرى من المتسلّقين تستعدّ لتسلّقه وهنا صرخ أحدهم بصوتٍ عالٍ هاي أيّها الرجال هل هناك أحد منكم قد فقد عدسة لاصقة ؟

نعم هذا قد يكون شيئاً مرعباً ولكن هل تعلم لماذا رأى ذلك المتسلّق العدسة ؟.

قد كانت هناك نملة تحملها وتسير متباطئة بها عبر واجهة الجبل.

ذكرت بيرندا أنّ والدها رسّام رسوم متحرّكة ، وعندما قصّت عليه قصّة النملة التي لا تصدّق ، والصلاة وكيف وجدت العدسة اللاصقة رسم لوحة بها نملة تحمل العدسة اللاصقة تحتها هذه الكلمات :

"يا رب ، إنني لست أعرف لماذا تريد منّي أن أحمل هذا الشيء فأنا لا أستطيع أن أكله ، وهو ثقيل إلى حدّ مرعب، ولكن مادامت هذه هي إرادتك سأحمله لأجلك وأنا أعتقد أنّه من الجيّد للبعض منّا أن يقول أحياناً يا ألله أنا لست أعرف لماذا تريدني أن أحمل ذلك الثقل فأنا لا أرى فيه خيراً وهو ثقيل إلى حد مرعب ، ولكن مادامت هذه هي مشيئتك ، فسأفعل لأجلك.

الله لا يدعو المؤهلين ، ولكنه يؤهل المدعوين.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.