HTML مخصص
10 Jul
10Jul

إنطلقت السفينة عبر أحد المحيطات تحمل المئات من البشر يبحثون عن فرص للعمل والتجارة.

فجأة ضرب ناقوس الخطر وأدرك الكلّ أنّ المياه بدأت تتسرّب إلى السفينة، فأنزلوا قوارب النجاة، وحملوا ما إستطاعوا من الطعام، وإنطلقوا إلى جزيرة قريبة جدًا منهم......



إجتمع الكلّ في الجزيرة التي لم يكن يسكنها أحد، وعرفوا أنَّهم صاروا في عزلة عن العالم كلّه، فقد إمتلأت السفينة بمياه المحيط وغطست في الأعماق.


قَرَّروا أن يبدأوا بحرث الأرض وزراعتها ببذر بعض الحبوب الَّتي أنقذوها وبالفعل بدأوا بذلك..


لم يمضِ يومان حتّى جاء آحدهم يصرخ متهلّلاً :


لا تحزنوا، سأقدّم لكم نبأً خطيراً !

نحن في جزيرة مملوءة بمناجم غنيّة بالذهب gold mines، سنصير أغنياء جدًّا !


فرح الكل، وتركوا الزراعة، وإنشغل الكلّ بإستخراج الذهب وصاروا يملكون الكثير.


نفذ الطعام وحلّ فصل الشتاء ولم يجدوا طعاماً.

وهنا بدأوا يتفطنون ماذا يفعلون بكلّ هذا الذهب وهم لا يجدون طعاماً !


صاروا في حيرة، لكن قد ضاع وقت البذر والحصاد !


لقد بدأوا يخورون الواحد وراء الآخر، وأخيرًا ماتوا من الجوع، وإنطرحت جثثهم وسط أكوام الذهب الَّتي لم تقدر أن تخلّصهم!





عزيزي القارئ...


هذه قصّة الكثيرين منَّا، حيث يرفضون الإلتقاء مع الله الَّذي يشبع النفس بطعام المعرفة الإلهيّة، مقدّمين أعذارًا واهية أنَّهم مشغولون بالأمور الزمنيَّة لكن تأتي ساعة يكتشفون أنّ كلّ ما جمعوه لا يشبع نفوسهم، وأنَّ الفرصة قد ضاعت، وفقدوا حياتهم الأبديّة !




إنشغلت نفسي بأمور كثيرة، وأنت طعامها السماوي

حكمتك تشبع نفسي، معرفتك تروى ظمأي


لأقتنيك فأحيا، وأشبع، ولا أموت

أنت شبعي وفرحي وغناي

أنت حياتي ومجدي

أنت نصيبي يا شهوة قلبي.



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.