HTML مخصص
01 Jul
01Jul

جرنوش قزم ولكنّه شرّير لا يحبّ الخير, يعيش في إحدى الغابات التي تحيط بإحدى القرى.

في سنة ما وعند إقتراب عيد الميلاد بدأ جرنوش يتضايق عندما بدأ يلاحظ السهرات والإستعدادات للإحتفال بعيد الميلاد, فقال :

"لست أحتمل كلّ هذا الفرح الّذي يتكرّر عاماً بعد الآخر لابدّ أن أجد حلًّا لهذه المشكلة التي تنغص على حياتي ...

آه قد عرفت ماذا سأصنع, قبل عيد الميلاد بيوم سوف أسرق كلّ الأكل الجيِّد الَّذي أعدّوه وكلّ الملابس الجديدة الَّتي إشتروها وعندئذ يحزنون وأرتاح أنا من الضوضاء التي يثيرونها كل عام ٢٤ كانون الأوّل ... ها ... ها ... ها... ".


بدأ جرنوش يستعدّ لينفّذ خطّته, وبالفعل نفّذها قبل عيد الميلاد بيوم واحد ... إستيقظ أطفال القرية فلم يجدوا ملابسهم ولا أحذيتهم الجديدة, دخلت السيّدات المطابخ فلم يجدن ما يطبخونه, وأمّا الرِّجال فلم يعثروا على شجر عيد الميلاد ولا الزينة ...

ولكن في المساء, إستعدّ الكلّ ولبسوا ملابسهم المعتادة, وخرجوا من بيوتهم وهم في غاية الفرح يترنمون بتسابيح جميلة والأطفال يرنّمون :

"قلبي مهيّا مغارة، ربّي عملّي زيارة، من شمسك نوّرني وملّيني حرارة".


وصلوا الكنيسة وفرحوا بالمولود مع الرعاة والمجوس وقدّموا الشكر للفادي المتجسّد الَّذي أحبّنا وجاء لخلاصنا ..

وعند التوزيع دقّت أجراس الكنيسة بقوّة معلنة فرحة السماء والأرض بعيد الميلاد ...

سمع جرنوش في بيته والغيظ يكاد يفتك به :

"لماذا هم فرحون ؟!! ألم أسرق أكلهم ولبسهم وأشجار العيد, آه ياني, خطّتي فشلت فهم مازالوا فرحون ... لماذا ؟!! ".

أخذ جرنوش يفكّر ثم بدأت دموعه تتساقط ثمّ ركع على ركبتيه وصلّى :

"سامحني يا ربّ لقد ظننتُ أنّ فرحة العيد هي في الأكل واللبس واللعب, ولكنّي فهمتُ الآن أنَّ العيد هو الفرحة بك ولا شيء آخر.. سامحني ياربّ".


وبسرعة قام جرنوش وأعاد كلّ ما أخذه من بيوت الناس, فتعجّبوا جدًّا مِمَّا حدث وشكروا الربَّ.



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.