تبدأ أحداث تلك القصّة حول عملاق يملك قلعة قرب البحر وكانت بها أجمل حديقة ممكن أن تُوصف وكان هذا العملاق في زيارة لأحد أصدقائه وعند عودته إلى القلعة وجد الأطفال يلعبون فيها.
صرخ عليهم وطردهم ثمّ قام ببناء حائط حول تلك الحديقة وكتب لافته يقول فيها :
*من يقترب من الحديقة سوف يعاقب"
ومرّت الأيّام كان الأطفال يمشون حول حائط تلك الحديقة ويتذكّرون كيف كانوا سعداء في الأيّام الَّتي قضوها في تلك الحديقه ثمّ قرّر الله أن يعاقب ذلك العملاق فأرسل له الإعصار والبرد والثلج في تلك الحديقة طوال العام.
لم يفهم العملاق لماذا يحدث هذا؟
فالشتاء مستمرّ طوال العام فبعد ما كانت تلك الحديقة خضراء وبها أكثر الورود جمالاً أصبحت صحراء لونها أبيض ومرّت الأيّام على هذا الوضع وفي أحد الأيّام نظر العملاق من النافذة فرأى الأولاد قد عملوا حفرة في الحائط المحيط بالحديقة والحديقة بأكملها مغطّاة بالثلج ماعدا الجزء الَّذي يلعب فيه الأولاد.
فكان هذا الجزء أخضر وتحيط به الطيور، وما إسترعي إنتباه العملاق هو طفل قصير القامة كان يبكي لأنّه كان يريد أن يصعد إلى شجرة ولم يتمكّن وكانت الشجرة تتمنّى أن يصعد إليها فكانت تبدوا مثل مائلة له حيث يتمكّن من الصعود ولكنّه لم يستطع.
فقال العملاق في نفسه :
"إذا وضعتُ هذا الطفل على الشجرة سوف يذهب الشتاء"
فنزل العملاق مسرعاً إلى الحديقة وعندما رأى الأولاد العملاق يجري نحوهم هربوا خائفين منه ماعدا ذلك الطفل الَّذي كان يبكي.
لم يرَ العملاق فتقدّم العملاق نحو هذا الطفل وحمله ووضعه على الشجرة فتفجّر الثلج الَّذي عليها وإنكست باللون الأخضر ونبتت أجمل الزهور ثانية.
وعندها عاد الأولاد للّعب مرّة أخرى في الحديقة ونزل الطفل القصير وقبّل العملاق على خدّه وأحضر العملاق فأس كبير وحطّم الحائط الَّذي حول الحديقة وقال :
"من اليوم ستكون تلك الحديقة ملعب للأطفال"
ثمّ أخذ يبحث عن هذا الطفل الَّذي قبّله فلم يجده.
وسأل الأطفال إذا أحد منهم يعرفه قالوا أنّهم لا يعرفوا ذلك الولد نهائيًّا.
فحزن العملاق من أجل هذا ومرّت الأيَّام وكان الأطفال يأتون إلى الحديقة كلّ يوم للّعب مع هذا العملاق ومرّت السنين على هذا.
فكبر العملاق وأصبح شيخ عجوز ولم يستطع اللعب مجدّداً ولكنّه إكتفى بكرسي في الحديقة يجلس عليه وينظر للأولاد وهم يلعبون.
وفي أحد الأيّام نظر العملاق من النافذة فوجد الطفل الَْذي أحبّه بجوار نفس الشجرة الَّتي صعد عليها فنزل العملاق إليه مسرعاً وعندما إقترب منه العملاق وجد أنّ الطفل مجروح في يديه وقدميه وجنبه وهو ينزف.
فسأله العملاق من فعل هذا به حتّى يقتله العملاق.
فضحك الطفل وقال له :
"هذه جروح المحبّة، أنت سمحت لي باللّعب في الحديقة الخاصّة بك مرّة أمّا أنا فسوف آخذك إلى الحديقة الخاصّة بي أبديًّا في السماء."
وعندما عاد الأطفال للّعب في الحديقة وجدوا العملاق ميت تحت الشجرة ووجهه مغطّى بالورود.
