أخذ فلّاح قطّته ميمي معه إلى الحقل لكي تصطاد الفئران التي تأكل صغار طيوره وتقرض الزروع التي بها المحاصيل.
بدأت ميمي بالعمل حتّى صار الحقل نظيفاً من الفئران.
شعرت أنّ الفلاح قد ظلمها ، فإنّه لم يقدّم لها طعاماً كافياً حتّى تبحث عن الفئران لتأكلها.
قرّرت القطّة ميمي أن تهرب من الفلّاح ، فتركت الحقل وإنطلقت إلى الصحراء المجاورة.
فجأة وجدت نمراً أمامها فإرتعبت جدًّا.
تطلّع لها النمر وفي دهشة قال :
"من أنتِ ؟ وما أسمكِ ؟ أراكِ إبنة عمْي.. شكلك يشبهني تماماً لكنّك صغيرة الحجم جدًّا وضعيفة.. ماذا حلّ بكِ ؟"
بكت القطّة ميمي وهي تقول :
"كنتُ أودّ أن أكون مثلك يا إبن العم لكنّني أعاني الأمرّين من الإنسان.. إنّه قويّ وعنيف.. لقد حطّم حريّتي ، وأذلّني فصرتُ قليلة الحجم وضعيفة البنية.. إنّك ضخم وقويّ لأنّك حرّ لم يستعبدك إنسان."
في سخرية قال النمر :
"هل يوجد كائن أقوى منّي؟! ما هو حجم الإنسان ، وما هي إمكانيّاته ؟!"
قالت له القطة :
"تعال معي أيّها الأخ نمر لتراه بنفسك".
ذهب الإثنان معاً إلى الحقل ، وإذ رأى الفلّاح إستخفّ به جدًّا ، وقال له :
"قالت لي القطّة إنّك قويّ جدًّا أقوى منّي.. وأنا أراك ضعيف لا تتحمّل وثبة منّي عليك ؟ جسمك ضعيف وعضلاتك مرهفة وأسنانك صغيرة ، وجلدك رقيق ، كيف تقول أنّك أقوى منّي ؟ أتريد أن ندخل معاً في معركة ؟"
أجاب الفلّاح :
"لقد فاجأتني بحضورك مع قطّتي ميمي ، وأنا في حقلي تركت قوتي في كوخي الصغير .. إتنتظر حتّى أحضر قوتي معي ؟"
-" نعم أنتظر."
-" كيف أضمن أنّني أعود فأجدك في الحقل لم تهرب ؟"
-" إنّني لن أخاف منك سأنتظر."
- لكي أضمن ذلك إسمح لي أن أربطك بالحبل في الشجرة حتّى أذهب إلى الكوخ وأحضر معي قوتي فنصارع معاً ."
