HTML مخصص
15 Jun
15Jun

+ تلقَّت أمٌّ لطفل صغير يبلغ من العمر ٩ سنوات مكالمة تليفونيّة من مُدرِّسة إبنها، وذلك في منتصف النهار، تقول لها :

”سيِّدتي، لقد أتى إبنك شيئاً ما غير معتاد في فصل السنة الثالثة في المدرسة.. فقد فعل إبنك شيئاً مُدهشاً جداً، رأيتُ أن أُبلِّغكِ به على الفور“.


+ وشغفت الأُم بأن تسمع من مُدرِّسة إبنها ما حدث من إبنها في منتصف النهار.

وكانت الأُم مضطربة وعصبيّة بسبب مثل هذه الكلمات في بداية المُكالمة، وردَّت الأُم على المُدرِّسة وهي مُتعجِّبة :

”وماذا حدث؟“+ واستمرت المُدرِّسة تتكلَّم: -


”إنّي منذ سنوات عدَّة وأنا أُدرِّس، ولكن لم يحدث شيء مثل هذا حتى الآن.

ففي هذا الصباح، وبينما كنتُ أُدرِّس للأطفال عن "الكتابة الإبداعيّة"، وكما تعوَّدتُ أن أفعل، سَرَدتُ قصة "النملة والجُنْدُب".

فقد كانت النملة تعمل في الصيف بكدٍّ واجتهادٍ بالغ، وجمعت قدراً كبيراً من الطعام.

أما الجُنْدُب (وهو جراد صغير يتغذَّى على العُشب)، فكان يلهو طيلة الصيف ولم يُنجز أي عمل.

وحلَّ الشتاء، وبدأ الجُندُب يجوع، لأنه لم يكن لديه طعام.

فبدأ يقفز نحو سراديب النمل يستجدي طعاماً منها، قائلاً :

"يا سيدتي النملة، أنتِ عندكِ طعام كثير، فليتكِ تُعطيني طعاماً لآكل أنا أيضاً"“.


+ وإستطردت المُدرِّسة في مُكالمتها مع الأُم عمَّا قالته للأطفال، إذ قالت لهم :

”والآن، أيّها الأطفال، أولاداً وبناتٍ، فإنّ مُهمّتكم الآن أن تُكمِّلوا القصة إلى النهاية“!


+ ومضت المُدرِّسة تقول للأُم :


”إن إبنكِ، مارك، رفع يده وقال :

أيّتها المُدرِّسة إنّي أُريد أن أرسم صورة“!


فرددتُ عليه :

”حسناً، يا مارك، ليكن لك ما تريد.. ولكن أولاً أكتُبْ نهاية للقصة“.

”وأتت إليَّ أوراق الإجابة.

وكمثل كلّ السنوات السابقة، أتت إجابات معظم التلاميذ بأنّ النملة تشاركت بطعامها مع الجُندُب طيلة الشتاء. وعاشت النملة، وعاش الجُندُب“.


+ وكالمعتاد، فإنّ أطفالاً قليلين قالوا إنّ النملة ردَّت على الجُندُب قائلة :

”لا، يا سيّدي الجُندُب، فقد كان ينبغي عليك أن تعمل وتَكِدَّ في الصيف ولا تلعب.

والآن، فإنَّ ما عندي من طعام يكفيني لنفسي فقط“.


”وهكذا عاشت النملة، ومات الجُندُب“.


+ وأكملت المُدرِّسة حديثها مع أُم الطفل مارك قائلة :

”لكن إبنكِ، من دون كل تلاميذ وتلميذات الفصل، أنهى القصّة بطريقة مختلفة عن كل طفلٍ آخر، فكتب :

[وهكذا أعطت النملة كل طعامها للجُندُب.. فعاش الجُندُب طيلة الشتاء، لكن النملة ماتت]“.


+ وتساءلت أُم مارك :

”وماذا عن الصورة؟“


+ وأجابت المُدرِّسة :

”في آخر الصفحة رَسَم مارك ثلاثة صلبان، وكتب تحتها :

[يسوع بذل حياته، حتّى نحيا كلّنا إلى الأبد!!]“.+ ++



«لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية»

(يو ٣: ١٦)


«ليس لأحد حُبٌّ أعظم من هذاأن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه»

(يو ١٥: ١٣)



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.