HTML مخصص
27 May
27May

لابدّ أن نحصد ما زرعناه ولو بعد سنوات كثيرة.


فى سنة ١٩٢٠ أقامت نقابة الأطبّاء في إنجلترا حفلة لتخريج دفعة من الأطبّاء الجدد.

وقد شهد الحفل رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الحين.

وقام نقيب الأطباء أثناء الحفل بإلقاء النصائح الواجبة للخرّيجين الجدد.

وروى لهم ما يلي :

قال :

طرقت بابي بعد منتصف ليلة عاصفة سيّدة عجوز وقالت :

"يا دكتور طفلي مريض وهو في حالة خطيرة جداَ , أرجوك أن تفعل أي شيء لإنقاذه .."

فأسرعتُ غير مبالٍ بالزوابع العاصفة والبرد الشديد والمطر الغزير وكان مسكنها في ضواحي لندن وهناك وبعد رحلة شاقّة وجدتُ منزلها الَّذي وصلنا إليه بصعوبة حيث تعيش فى غرفة صغيرة والطفل إبنها في زاوية من هذه الغرفة يئنّ ويتألّم بشدّة.


وبعد أن أدّيتُ واجبي نحو الطفل المريض ناولَتني الأم كيساً صغيراً به نُقود , فرفضتُ أن آخذ هذا الكيس ورددته لها بلطف معتذراً عن نيل أجري , وتعهدتُ الطفل حتّى منَّ الله عليه بالشفاء.

وتابع نقيب الأطبّاء كلامه قائلاً :

"هذه هي مهنة الطبّ والطبيب إنّها أقرب المهن إلى الرحمة بل ومن أقرب المهن إلى الله...."


وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلامه حتّى قفز رئيس الوزراء من مقعده وإتّجه إلى منصّة الخطابة قائلاً :

"إسمح لى يا سيّدي النقيب أن أقبِّل يدك!! منذ عشرين عاماً وأنا أبحث عنك ! فأنا ذلك الطفل الَّذي ذكرته في حديثك الآن ... آه فلتسعد أمّي الآن وتهنأ فقد كانت وصيّتها الوحيدة لي هي أن أعثر عليك لأكافئك بأمر ما أحسنت به علينا في فقرنا .... أمّا الطفل الفقير الّذي أصبح رئيس وزراء إنجلترا فكان "لويد جورج".

إنّنا لابدّ أن نحصد ما زرعناه ولو بعد سنوات كثيرة.



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.