HTML مخصص
15 Jan
15Jan

وقفت إمرأة ثريّة في الطريق بعد أن تعطّلت سيّارتها، ولوحت بيدها للسيارات المسرعة لكن لم تقف لها.

مضى عليها الوقت وبدأ رذاذ المطر في الهطول وخشيت حلول الظلام وفجأة توقّفت سيارة قديمة الصنع يقودها شاب، نظرت إليه وإلى السيارة فتردّدت هل تصعد أم تبقى؟

كانت تخشى من طمع بها .. تظن أنّ كل من يراها سيعلم بغناها وثروتها لكن قرّرت وصعدت و في الطريق سألت الشاب عن إسمه وعمله، وقد كان يظهر عليه الفقر والحاجه فأخبرها أنّ إسمه آدم وعمله سائق أجرة فإطمأنّت نوعاً ما وعاتبت نفسها وأنّبت ضميرها لسوء ظنّها و لفت نظرها أنّ الشاب كان مؤدباً ولم يلتفت إليها.

وصلت إلى المدينة وهي تُضّمَر في نفسها أنّها ستعطيه ما يطلب من الأجرة فطلبت النزول وتوقف.

- كم حسابك ؟
- لا شي !!
- لاااا لا يمكن
- أنت ساعدتني وأوصلتني

- قال السائق : أجرتي أن تفعلي الخير مع من تجديه وإنصرف السائق وبقيت المرأة مذهولة !!

إستمرّت في طريقها لتقف أمام محل كوفي فدخلت وطلبت من العاملة كأس قهوة.

أتت العاملة بالقهوة، فلفت نظر المرأة الغنيّة شحوب وجه العاملة وكبر بطنها فسألتها : ما لي أراك متعبة؟!!

قالت : أنا على وشك ولادة

قالت المرأة الثرية : ولم لا ترتاحين؟!!

قالت العاملة : حتى أقوم بتوفير ما يكفي حاجة ولادتي.

و ذهبت العاملة إلى المحاسب لتأتي بالباقي من حساب المرأة وكانت أعطت مبلغ ورقة نقدية تساوي قيمة القهوة عشرة أضعاف لكن العاملة لم تجد المرأة فنظرت يميناً وشمالاً لم تجدها لكنها وجدت ورقة صغيرة (تركت باقي الحساب هديّة لكِ)

ففرحت المرأة كثيراً و قلبت الورقة لتجد كلاماً آخر (وتركت ما تحت الطاولة هدية لمولودك)كادت تصرخ من الفرح وهي ترى مبلغا يساوي مرتبها ٦ أشهر.

لم تتمالك دمعتها من الفرح فذهبت سريعاً وإستأذنت من عملها وذهبت مسرعة لتخبر زوجها الذي يحمل همّ ولادتهادخلت البيت مسرعة تنادي زوجها الذي تعجّب من عودتها على غير وقتها وخشي أن يكون وقت الولادة.

غير أنّ صوتها مخلوط بنعمة الفرح وعبرة الشكر وهي تقول وقد إحتضنته : أبشر يا آدم قد فرجها الله علينا.

لقد كان آدم هو السائق الذي قام بتوصيل السيّدة ورفض أن يأخذ مقابل معروفة وطلب منها مساعدة الآخرين.





عزيزي القارئ...


الخير سيعود إليك حتماً إفعله وتذكّر : ما يزرعه الإنسان إيّاه يحصد.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.