HTML مخصص
19 May
19May

تركها ودخل غرفته غاضباً ناقماً على كل شئ..

طلباتها لا تنتهي..

شكواها مستمرّة..

غيرتها لا تهدأ.

بحق السماء ماذا يفعل؟ هذه هي آمكانيّاته..

إرتمى على فراشه ووضع رأسه على وسادته وهمهم مع نفسه بغضب :

"ليتني أموت وأرتاح من كل هذا"..

يدٌ ناعمة توقظه!

كم كان هلعه وخوفه شديدين عندما رأى أمامه رجلاً وسيمًا بملامح جميلة يضع يده على كتفه:

-من أنت؟.. لص؟!.. خذ ما تريد لكن دعني وعائلتي بسلام.

ابتسم الرجل إبتسامة وديعة وقال :

- لا تخف فأنا أريد أن آخذك أنت فقد حانت ساعتك وأنت تمنيتها.

-هل أنت...؟!

-نعم أنا عزرائيل.. سيّد الموت.. قالها بصوت رخيم قويّ.


- لا .. لا بالتأكيد لست أنا ضالتك المنشودة.. أرجوك تأكّد فأنا لست مستعد يا أستاذ عزرائيل.


نظر عزرائيل إلى الإسم الموجود في البطاقة الَّتي يحملها ثمّ قال :

- بل أنت المقصود. والمفروض أنه بعد ساعة من الآن تكون في قاعة المحاسبة، وسيفتح ملف أعمالك.

جحظت عيناه ربّما خوفًا من موت مجهول، أو من مواجهة خاسرة لمعاصي كثيرة قد إرتكبها.


-أرجوك سيّدي.. يبدو أنك رجل متفهّم.. أرجوك أن تقدّر موقفي وتمنحني فرصة لأصحّح وأكفّر عن الأخطاء الَّتي إرتكبتها.

- كلّكم يا بني البشر تقولون هذا في لحظات ضيقكم، ولكن ما تلبثوا أن تنسوا كل ما تفوّهتم به ووعدتم به.

-لا أرجوك أنا لست مثلهم.. أرجوك أعطني فرصة واحدة فقط، ثم عد إليّ، وستراني مستعد للذهاب معك والدخول إلى قاعة المحاسبة.


أطرق عزرائيل رأسه مفكّرًا وهو يقرّر أمرًا ثمّ قال :


- حسناِ سأمنحك فرصة على أمل لكي تصحّح أخطاءك، وتكون إيجابيًا قدر المستطاع.

ولكن ثق بأنّني سأعود قريبًا، فلا تنسى ما وعدت، بل كُن دائمًا مستعد للقاء قريب.

- لكن أراك حزيناً يا أستاذ عزرائيل وأنت خارج من منزلي فارغ اليدين..

حسناً إذا شئتَ ففي الغرفة المجاورة لي توجد.. حماتي!



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.