HTML مخصص
16 May
16May

كانت تلك ليلة صيف هادئة، بينما كانت الفتاة الصغيرة ليليان، ترجع مع والديها، إلى منزلهما في المدينة بعد قضاء يوم جميل في الجبل.

بينما كانت السيّارة منحدرة إلى المدينة، كانت ليليان جالسة في المقعد الخلفي، وهي تراقب نجوم السماء من الشبّاك.

ويا لروعة ذاك المنظر، إذ تزيّنت السماء فوق رأسها بمئات النجوم المتألّقة البرّاقة، وكأنّها مجوهرات تتحلّى بها السماء النقيّة.


لكن بينما كانت سيّارتهم تقترب من المدينة، كان وهج أنوار المدينة ينعكس في كبد السماء.

وعندما لاحت البنايات الكبيرة في الأفق، كانت ليليان الصغيرة تجاهد أن ترى النجوم في سماء الليل.

لكن سرعان ما غطّى وهج أنوار المدينة السماء كلّها، حاجباً عن الفتاة تلك النجوم المتألّقة.


نظرت ليليان إلى والدها بحزن، ثمّ قالت :

بابا، من يطفئ النجوم في الليل؟

إبتسم الأب، ثمّ أجاب إبنته قائلاً :

لا أحد يا حبيبتي.

إذاً، لماذا لم أعد أقدر أن أرى النجوم؟





عزيزي القارئ :


قال الربّ يسوع لتلاميذِه :

أنتم نور العالم.

فليضئ نوركم هكذا قدّام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجّدوا أباكم الَّذي في السماوات.


أخي وأختي ...

إنّنا نحيا في عالم إنحدرت فيه القيم الأخلاقيّة، عالم لا يُسَمّي الخطيئة بأسمائها الحقيقيّة.

ونحن نشهد كلّ يوم تدهور المجتمع الأخلاقي.

إزدياد الظلم والخطيئة وقلّة الإيمان والطهارة وتفكّك العائلات بسبب الخطيئة.

إنّ الربّ يدعونا، أن نحيا حياة البرّ والقداسة في وسط هذا الجيل المعوجّ والملتوي، نعم لكي نضيء كأنوار في العالم، مثل النجوم الَّتي تضيء سماء الليل.

لقد تساءلت ليليان الصغيرة لماذا لم تظهر تلك النجوم في سماء ليل المدينة.

فلقد غطّت أنوار المدينة القويّة أنوار النجوم البهيّة، فحجبتها عن الرؤية.

لكن ما أحوج عالمنا الحالي إلى نمازج حيّة وفعّالة، تعكس نور وطهارة الربّ.

فلا نكن مثل تلك النجوم الَّتي خنقتها أضواء المدينة.

كثيراً ما نصلّي :

"لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض".



أخي وأختي ...

هل فكّرت يوماً أنّ لك دور مهمّ وفعّال في تحقيق مشيئة الربّ على الأرض؟

قد لا تستطيع أن تغيّر العالم بمفردك.
ربما تقف عاجزاً ومضطرباً أمام شرور هذا العالم.

لكن بإمكانك أن تتحكّم بتصرّفاتك وأقوالك، وهكذا تحقّق مشيئة الربّ على الأرض، في حياتك أنت.

وعندما تنعكس محبّة المسيح في حياتك، ثق أنّ الآخرين سَيَرَونَ ذلك ويمجدوا ربّ الأرض والسماء.

صلاتنا من أجلك هي أن تفتح قلبك للمسيح، وتتجاوب مع دعوته لك، أن تحيا حياة البرّ والقداسة، وليكن سلام المسيح معك دائماً.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.