HTML مخصص
03 May
03May

صنع "البارون فريتاس - Baron Veritas " درعًا ضخمًا وثبّته في الطريق أمام قلعته.


وكان من حين إلى آخر يقف وراء أحد النوافذ ليشاهد المسافرين القادمين من الجنوب والقادمين من الشمال يقفون ويتأمّلون جمال الدرع، ويعلّقون عليه.

كان المسافرون غالبًا ما يحملون أسلحة لمواجهة مخاطر الطريق كما يميلون إلى الحوار في أي شيء.

جاء مسافر من الجنوب ووقف يتأمّل الدرع في دهشة وهو ممتطي فرسه، وسرعان ما جاء من الإتجاه المضاد مسافر آخر يمتطي فرسه.


قال القادم من الجنوب :

"يا لجمال الدرع وعظمته، حقًا إنّ البارون فريتاس إنسان غني يصنع هذا الدرع كلّه من الذهب!"


علّق الرجل الآخر :

"حقًّا يا لغنى البارون وعظمته، لقد صنع هذا الدرع الجميل والثمين، لكنّه ليس من الذهب بل من الفضّة".


في لهجة قاسية قال رجل الجنوب :

"إنّه من الذهب، ليس من الفضّة، أما تستطيع أن تميّز الذهب من الفضة؟"


قال رجل الشمال :

"ألا ترى؟ إنّه من الفضة!"


رجل الجنوب :

"لعلّ الضباب قد حجب عنك الرؤية، إنّه من الذهب.. تعال وأنظر!"


رجل الشمال :

"إنّني متأكّد ممّا أقول، إنّه من الفضّة!"


تشاجر الإثنان معًا وهما راكبان فرسيهما وفي تحرّكهما تحوّل إتّجاه كلّ واحد ليقف في موضع الآخر.

إذ كان رجل الجنوب قد أصيب بتعب شديد قال لزميله :

"إنّي آسف إنّك على حقّ، إنّه من الفضّة لا من الذهب!"


تطلع الآخر إلى الدرع ثمّ قال :

"لا، بل أنت كنت على حقّ، فإنّه ليس من الفضّة بل من الذهب!"


بدأ الإثنان يتحاوران بعنف، فنزل إليهما البارون وقال لهما :

"فيمَ تتخاصمان؟ "


وإذ سمع لهما أخذهما معًا كأنّهما قادمان من الجنوب فنظراه من الذهب، ثمّ سار بهما إلى الإتّجاه الآخر فنظراه من الفضة، ثمّ قال لهما :

"إنّ الدرع من جانب معيّن من الفضّة، ومن الجانب الآخر من الذهب، لكن كلّ منكما قد رآه من جانب واحد فقط.. ليتنا عوض أن نتخاصم ننظر إلى الحقيقة من كل جوانبها!"




* لماذا تتخاصمين يا نفسي مع الآخرين؟!

لماذا تعتدين برأيكِ، كأنّه ليس من يفهم الأمور غيرك؟!

* لترفعني يا إلهي معك إلى سمواتك، فأتشبّه بك!


هب لي يا ربّ البصيرة اللائقة يا ناظر كلّ الأمور!

هب لي يا ربّ القلب المتّسع يا محبّ الجميع!

فأرى الأمور من كلّ جوانبها!

وأحترم بالحبّ رؤية الآخرين وأفكارهم.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.