HTML مخصص
10 Sep
10Sep

لم يكن جدّي وجدّتي متعلِّمين،كانت جدّتي أميَّة تجهل القراءة والكتابة، أمَّا جدّي فبالكاد يكتب إسمه ويقوم بحسابات الحقلة!


لم يدرسا اللاهوت ولم يعرفا من الإنجيل إلّا ما كانا يسمعانه وما يعظ به الخوري نهار الأحد في القدّاس، لم يعرفا سِيَر القدّيسين إلّا ما أخبره لهما آباؤهم في ليالي الشتاء الباردة حول موقد الصوبيا...


مع ذلك كان جدّتي وجدّي مسيحيّين صالحين وتقيَّين ، يخافان الله ويسلكان في الحق، يعملان أعمال الرحمة يقدِّسان نهار الأحد وفي الأعياد السيديّة ويشاركان في كل الإحتفالات الكنسيَّة...

في الليل عندما كنتُ أنام في بيتهما، كنتُ أرى جدِّي وجدّتي يركعان سويًّا أمام السرير رافعين أيدِيَهما صوب السَّماء يصلِّيان الأبانا والسلام بصوت خافت قبل النوم!


يقول أحد القدّيسين :

"علَّمتني الصلاة أكثر ممَّا تعلَّمته في كتب اللاهوت!"


ويقول آخر :

"بينما يتلهي الّلاهوتيّون بالجدالات العقيمة ، يتسلّل الأطفال إلى داخل الملكوت!"



/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.