HTML مخصص
29 Oct
29Oct

ألم يَدُر بخلدك يومًا ما - إن كنت خادمًا في الكنيسة - أن تصلِّي من أجل أحد المخدومين الَّذي سبق أن أَسَرَّ إليك أنه واقع في مشكلة؟

أو بالعكس، ألم تشتهِ يومًا أن يكون هناك مَن يرفع صلاة من أجلك وأنت تؤدِّي خدمة في مكان خطر، أو في موقف حسَّاس، أو وسط أُناس لا يؤمَنْ جانبهم؟

لك الحق في هذا الإحساس.


فصلاة التوسُّل والشفاعة فعَّالة في نتائجها.

وإليك هذه القصَّة الواقعيَّة من فم أحد الخدَّام القدامى المباركين.



فقد كان هذا الخادم مبعوثًا للعمل والخدمة في إحدى البلاد الإفريقيَّة، وقد حكى هذه القصّة عند عودته لرفقائه الخدَّام في الكنيسة الَّتي يخدم بها، فقال :



بينما كنتُ أخدم في قرية نائية صغيرة، كنتُ أسافر مرَّة كل أسبوعين على ظهر حمار عابرًا الغابة لأقرب قرية لطلب المؤونة.


وكانت الرحلة تستغرق يومين، وتستلزم أن أبيت في خيمة في منتصف الطريق.

وفي إحدى هذه الرحلات وصلتُ القرية حيث كنتُ أنوي أن أسحب نقودًا من بنك القرية وأشتري بها أدوية ومؤونة، ثمّ بدأتُ رحلة العودة لمركز خدمتي في القرية النائية.



وعند وصولي هذه القرية لاحظتُ وجود رجلين كانا يتعاركان، وكان أحدهما مجروحًا جرحًا غائرًا، فقمتُ بعلاجه (حيث أنِّي طبيب) من إصاباته.


وفي نفس الوقت دعوته للكنيسة الكاثوليكيَّة ، حيث أخدم ونصحته أن تكون له حياة مقدَّسة وشركة مع المسيح وأن يكفَّ عن العراك مع الآخرين.

ثمَّ خيَّم الليل، وضربتُ خيمتي ونمتُ إلى الصباح حيث عُدتُ إلى قريتي النائية بسلام ودون أحداث.


وبعد أسبوعين كرَّرتُ رحلتي.


وعند وصولي للقرية وجدتُ في طريقي هذا الشاب الَّذي سبق أن عالجته، فأخبرني بأنَّه كان يعلم أنَّه كان معي نقود وأدوية.


وأردف :

"لقد خطَّطنا أنا وبعض أصدقائي لقتلك وأَخْذ ما معك من مال وأدوية، لذلك تبعناك إلى الغابة الَّتي تضرب فيها خيمتك عالمين أنَّك ستقضي الليل فيها، ولكن بمجرَّد أن وصلنا إلى قرب خيمتك، رأينا خمسة رجال أشدَّاء مسلَّحين حول خيمتك ساهرين يحرسونك“.


وعند هذه الجملة الأخيرة ضحكتُ، وقلتُ لهذا الشاب :


"إنَّني أؤكِّد لكم كلُّكم أنَّني كنتُ وحدي في الغابة".

ولكن الشاب أكَّد على هذه الرواية وقال :

"لا يا سيّدي، لست أنا وحدي الذي رأيتُ الحرَّاس، ولكن أصدقائي - وكانوا خمسة أيضًا- رأوهم، وقد عددناهم وكانوا خمسة أيضًا، حتَّى أنَّنا قلنا إنَّ عددهم مثل عددنا"!



فعندما وصل الخادم في سرده إلى هذه النقطة الأخيرة، قفز واحد من الخدَّام، وإعترض الخادم الكبير وسأله عن اليوم بالتحديد الَّذي حدث له فيه هذا.

فردَّ عليه الخادم بالتاريخ الَّذي فيه حدث له هذا الحدث.


فردَّ الخادم المستمع بسرد ما يلي :


"في صباح هذا التاريخ بالذَّات وأنت في أفريقيا، كنتُ أستعدُّ للذهاب إلى عملي، ولكنِّي شعرتُ بإلحاح شديد في نفسي أن أُصلِّي من أجلك بعد أن غبت عنّا لمدَّة سنة.

وقد كان الإلحاح قويًّا لدرجة أنِّي دعوتُ بعض الخدَّام أن نتقابل معًا للصلاة من أجلك".


ثمّ إلتفتَ الخادم المستمِع إلى الخدَّام الحاضرين وسألهم :


هلاَّ قام كلّ الَّذين إستجابوا لدعوتي في هذا اليوم؟"


فوقف الخدَّام المباركون الَّذين صلُّوا في هذا اليوم لأجل رفيقهم الخادم.

أمَّا هذا الخادم الَّذي حدثت معه هذه الأحداث، فقد ظلَّ يتفرَّس في هؤلاء الواقفين، ولم يكن مشغولًا بمن يكونون، بل بعددهم.


لقد كانوا خمسة!!




- لقد ذكَّرتني هذه القصة بالكنيسة التي كانت تصلِّي من أجل بطرس الرسول وهو في السجن، وإستجاب الله صلاتهم وأرسل له ملاكًا فكَّ السلاسل وفتح الأبواب الحديد وفكَّ أَسْره (أع ١٢: ١-١٧).



- وتذكَّرتُ نشيد الأنشاد وما ذُكِرَ فيه عن الستين جبَّارًا حول عرش سليمان (نش ٣: ٧)، والمديحة التي ذكرتهم وهي تنشد للناسك ساكن البرية وحده، أو للكنيسة الوديعة وسط العالم المعاكِس حولها :




يا حمامة الجبل يا ساكنة بين الصخور


لا تخافي من خطر حاميكِ صخر الدهور


تخت سليمان أنتِ حولكِ ستون جبَّار


كلّهم حاملين صلبان يحرسونك ليل ونهار



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.