حقًّا إنَّ مَن يقتني فضيلة الصبر مع التواضع ينقذه الله من أحزان كثيرة!
ليس للصبر شيء يُعادله إن إمتزج بالتواضع.
موهبة الصبر يعطيها الربّ للَّذين يُحبّونه، ليس فقط مَن يَصبُر على الضيقات والإضطهادات، على الحروب والزلازل والأوبئة والمجاعات، على الآلام، خيانة الأقرباء و الأصدقاء...
المقصود خصوصاً مَن يَصبُر على تجربة اليأس وفُقدان الرجاء !
ليس فقط اليأس من إصلاح الآخرين بل اليأس من إصلاح ذواتنا، وثباتنا في الجهاد الروحيّ و التوبة وتنقية القلب مِن أفكار الإدانة والحسد، الذمّ والغضب، الكلام البطّال، الشراهة والزنى وحُبّ المال !
يقول القدّيس إفرام السريانيّ :
"العدو يلقي في النفس الضجر وصغر النفس لئلّا يكون لها رجاء. فتأمَّل كيف أنَّ الآباء رؤساء الآباء والأنبياء والرسل والشهداء عبروا طريق الأحزان فإحتملوا الآلام وتلذَّذوا بالضيقات، فنالوا الأكاليل السمائيَّة."
أعطِني يا ربُّ أن أرجوكَ في الضيقات ، فأصبُرَ على كُلِّ بَليَةٍ وإبتلاءٍ ، فإذا عبَرتُ وادي الدموع هذا ، أحظى سريعاً بفرحِ لُقياكَ !