HTML مخصص
03 Feb
03Feb



أجرت وكالة الأنباء الكاثوليكية "سير" مقابلة مع الشابة الإيطالية كيارا موروني، وهي عاملة إنسانية تابعة لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، تقيم في اليمن وتُعنى بتوفير التربية للأطفال، وهي تنشط ضمن فريق يضم حوالي أربعين عاملا إنسانيا – إيطالياً ويمنياً – يتوزعون على كامل التراب اليمني، وقد أكدت أن الحرب تركت أثرا سيكولوجياً عميقاً على الأطفال الذين يجدون صعوبة في التفاعل مع الآخرين ويعانون من الحزن والاكتئاب، لافتة إلى أهمية الاستثمار في القطاع المدرسي.السيدة موروني تبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً وهي من مدينة برغامو الإيطالية وقد عملت في السابق في عدد من المناطق الساخنة، كالعراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية، قبل أن تتوجه إلى اليمن لتعمل لصالح الأطفال في بلد يشهد حرباً منذ قرابة الست سنوات، ولّدت أضرارا مادية ونفسية جسيمة كما حصدت الكثير من الأرواح، إذ يُقدّر عدد الضحايا بأكثر من مائة ألف قتيل، بينهم ما لا يقل عن اثني عشر ألف مدني.


أوضحت موروني أن النشاط الذي تقوم به في اليمن يتطلب كمّاً كبيرا من الشجاعة، لكن العمل أيضا في أقسام المستشفيات في برغامو والمخصصة للمصابين بوباء كوفيد يتطلب أيضا شجاعة كبيرة. وروت أن توفير الحماية للأطفال اليمنيين هو ما يدفعها إلى البقاء في هذا البلد على الرغم من الصراع المسلح والمخاطر المحدقة بها. وتقول إنها تقوم بمساعدة حوالي مائة مدرسة بالتعاون مع باقي العاملين الإنسانيين. وقد أمضت فترة في عدن قبل أن تتوجّه إلى صنعاء، وأوضحت أن العاصمة لا تتعرض للقصف ولا تشهد مواجهات مسلحة بين الثوار الحوثيين والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، بيد أن تبعات الصراع تلقي بثقلها على السكان.


بعدها تحدثت العاملة الإنسانية الإيطالية عن المشاكل الحياتية التي يواجهها اليمنيون، ومن بينها انقطاع التيار الكهربائي. لكن الكارثة الأكبر هي أن ثمانين بالمائة من اليمنيين يعيشون في أوضاع من الفقر المدقع بسبب انهيار النظام الاقتصادي، والتضخم المالي وقد جاءت جائحة كوفيد 19 لتزيد الطين بلة. وتوضح أن عدد الإصابات ليس مرتفعا جداً لأن الفحوصات تُجرى على قلة قليلة من الناس. وبما أن القسم الأكبر من المواطنين يعيشون في المناطق الريفية، فهم يتلقون التوجيهات بشأن الوقاية بواسطة المحطات الإذاعية ومآذن المساجد.


وتقول السيدة موروني إن الأوضاع أكثر صعوبة في باقي المناطق خصوصا تلك القريبة من الجبهات، حيث تُسجل غارات جوية وأعمال عنف. والبلاد كلها ترزح تحت وطأة الفقر والجوع والأمراض (كالكوليرا والمالاريا)، فيما تعاني المرافق الصحية من الانهيار، وقد استهدف القصف ألفي مدرسة تقريباً، بينها مائتان وخمسون دُمرت بالكامل وألف وخمسمائة تعرضت لأضرار جسيمة. وكأن هذا ليس كافيا إذ جاء الجراد والفيضانات. وقد وصفت منظمة الأمم المتحدة الوضع في اليمن بالأسوأ في العالم، حيث يحتاج أكثر من أربعة وعشرين مليون شخص، نصفهم أطفال، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية.


من جهتها أكدت وكالات الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي يمكن أن يرتفع بثلاثة أضعاف مع حلول شهر حزيران يونيو المقبل. من هذا المنطلق تدعو منظمة "أنقدوا الأطفال" الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار فورا من أجل مد يد المساعدة إلى السكان المحتاجين واحتواء الكارثة الإنسانية الكبيرة. وعلى الرغم من خطورة الوضع حصلت الخطة الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2020 على تمويل بنسبة أربعة وأربعين بالمائة فقط ما يعكس لامبالاة المجتمع الدولي حيال ما يجري في اليمن.


المصدر : فاتيكان نيوز

أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.