HTML مخصص
04 Mar
04Mar
إعلان خاص


عشر سنوات مضت على إغتيال وزير الأقليات الباكستاني شهباز بهاتي على يد متشددين إسلاميين، والذي كان معروفا بدفاعه عن حقوق المهمشين والمضطهدين في بلد عانى ويعاني فيه المسيحيون من الاضطهاد وشتى أنواع المضايقات.

في هذه المناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع شقيق الوزير المسيحي المغدور السيد بول بهاتي الذي يسعى إلى متابعة الرسالة التي كرس شقيقُه حياتَه من أجلها.

مما لا شك فيه أن عملية اغتيال بهاتي جاءت نتيجة التزامه في الدفاع عن حرية المعتقد، وقناعته بضرورة تعديل ما يُعرف بقانون التجديف الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2010 ويشكل بالنسبة للعديد من الحقوقيين صفعة في وجه الحقوق الإنسانية الأساسية، وفي طليعتها الحرية الدينية.

قضى بهاتي الذي كان في الثانية والأربعين من العمر صبيحة الثاني من آذار مارس من العام 2011 في إسلام أباد فيما كان متوجها إلى عمله، بعد أن شغل منصب وزير الأقليات منذ العام 2008 وكان الوزير الكاثوليكي الوحيد في الحكومة الباكستانية.

وكان يرأس منظمة تضم قادة دينيين من مختلف أنحاء البلاد تمكنت من تبني إعلان مشترك يدين الإرهاب.


في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد شقيق الوزير الراحل أن شهباز بهاتي ناضل في وجه الغبن ولم تكن معركته تهدف إلى الدفاع عن المسيحيين وحسب، لكنها كانت موجهة ضد الظلم الذي يمكن أن يعاني منه أي شخص بغض النظر عن انتمائه الديني، أكان في باكستان أم خارجها، حيث يُمارَس الظلم غالبا باسم الدين أو التطرف الديني.

وأضاف أن جميع الأشخاص الملتزمين في الدفاع عن كرامة الإنسان والحقوق الأساسية يدركون أهمية الدور الذي لعبه الوزير الراحل، الذي كان يجسد صوت العدالة في وجه التطرف والإرهاب.

وكان يسعى إلى دمج جميع الأشخاص الفقراء والضعفاء في المجتمع لتتوفّر لهم الحياة الكريمة.

وكان يقول لتلك الشرائح المهمشة إن لديها حقوقاً أسوة بالآخرين.

وهذه الجهود أفضت إلى العديد من التبدلات والإصلاحات في المجتمع الباكستاني.


وأوضح بول بهاتي أنه قبل أن يدخل شقيقُه المعترك السياسي لم يكن يُسمح لأتباع الأقليات الدينية بأن يكونوا ممثلين في مجلس الشيوخ وقد تبدل الواقع اليوم بفضل المعركة التي خاضها.

كما أن جهوده مكّنت الأشخاص الضعفاء من المشاركة في المسابقات الرسمية وهي مسألة لم تكن واردة من قبل، لأن الوظائف الرسمية كانت حكراً على المسلمين باعتبار أنهم يشكلون السواد الأعظم من الباكستانيين.

وقد طالب أيضا بتحديد حصة أو كوتا خمسة بالمائة للأقليات، واليوم هناك العديد من المسيحيين وغيرهم من الأقليات الذين يشغلون مناصب في مجلس الشيوخ والحكومة والسلك القضائي.


بعدها انتقل بول بهاتي إلى الحديث عن الجهود التي بذلها شقيقه على صعيد الحوار بين الأديان، وبفضل ما قام به يوجد اليوم عدد كبير من الأئمة المسلمين والقادة الدينيين الذين يشاركون في مبادرات لتعزيز هذا الحوار.

وأضاف أنه بعد اغتيال شقيقه بفترة وجيزة قام بزيارة إلى الفاتيكان حيث التقى بالبابا بندكتس السادس عشر، بصحبة إمام كان من أعز أصدقاء الوزير الراحل.

وأبصرت النور بعدها عدة منظمات تروّج للحوار بين الأديان، كما وُلد وعيٌ كبير لدى الرأي العام حول هذا الموضوع.

وكان شهباز أول من سعى إلى هذا الأمر في باكستان.


هذا ثم لفت بول بهاتي إلى وجود العديد من المسلمين والقادة السياسيين الذين يُحْيون سنوياً ذكرى اغتيال شهباز، لكنه لم يُخفِ وجود صعوبات تواجهها الأقليات في باكستان اليوم موضحا أن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى الأجيال الجديدة التي تُربى على الحقد وعدم التسامح. وختم بالقول إن المشاكل الكبيرة لا يعاني منها المسيحيون وحسب إنما جميع الباكستانيين، وفي طليعتها التدهور الاقتصادي وانعدام الاستقرار السياسي وتباطؤ النمو نتيجة الأديولوجيات السائدة.


المصدر : فاتيكان نيوز

Social media khoddam El rab


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.