HTML مخصص
09 Nov
09Nov


أصدر القادة الدينيون السنة والشيعة والدروز في لبنان مذكرة أدانوا فيها بشدة الهجمات الإرهابية التي شهدتها مؤخرا فرنسا والنمسا، وبالتحديد نيس وباريس وفينا، مؤكدين أن هذه الجرائم التي ارتُكبت لا تمثل إيمان المسلمين، فيما طالب السيد محمد السماك بوضع حد للجرائم المرتكبة باسم الله.

صدر هذا التنديد عن كبار المرجعيات الدينية لدى الطوائف الثلاث، فقد حمل البيان توقيع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، الذين شجبوا هجمات باريس ونيس وفينا وقالوا إنها لا تمت للإسلام بصلة.


أكد البيان أن القادة الدينيين الثلاثة سيتسمرون بشجب جرائم القتل هذه ويحذرون في الوقت نفسه من مغبة موازاة هذه الجرائم مع الإسلام. وقال إن هؤلاء الأشخاص الذين يُقدمون على هذه الأفعال باسم الإسلام، يعارضون دينهم، ويجعلون من أنفسهم أعداءً للإيمان الذي يدّعون بالدفاع عنه. وطالب البيان أيضا بالكشف عن الجهات التي تحرض وتموّل وترتكب هذه الجرائم المقيتة.


عاد القادة الدينيون الثلاثة ليؤكدوا مجددا أن الإسلام هو دين سلام، يشرّف الكائن البشري، وشددوا على أن التعدي على إنسان واحد هو بمثابة التعدي على البشرية جمعاء. وذكّروا في الوقت نفسه بأن القانون الفرنسي، الذي تم التصويت عليه في العام 1905 والذي يقرّ بعلمانية الدولة، قرر فصل الدين عن الدولة، ولم ينص إطلاقا على محو الديانات والإيمان بالله.


لمناسبة صدور هذا البيان أجرت صحيفة L’Orient-Le Jour اللبنانية والناطقة باللغة الفرنسية مقابلة مع السيد محمد السماك وهو الرئيس المشارك للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي، والأمين العام للجنة الدائمة للقمة الروحية الإسلامية، وهي لجنة وطنية تتحدث بلسان أتباع المذاهب الإسلامية الأربعة في لبنان: أي السنة والشيعة والدروز والعلويين. قال السماك إنه لا يسعنا أن نسمع الحديث عن الجرائم المرتكبة باسم الله تحت شعار "الله أكبر" ومن واجب المؤمنين وأتباع الديانات أن ينددوا بهذه الجرائم التي لا يمكن السكوت عنها إطلاقا. وأضاف قائلا: ليس من المقبول أن يبقى تيار إسلامي كبير معتدل، كذلك الموجود في لبنان، صامتا إزاء ما يجري وأن يقف موقف المتفرج أمام ما يشكل إنكارا للإسلام نفسه.


وأوضح السماك أن المسؤولية الملقاة اليوم على عاتق القادة الدينيين في لبنان تتخذ أيضا طابعاً وطنيا، لا دينيا وحسب، لافتا إلى أنه في كل مرة يتضعضع فيها التعايش بين المسلمين والمسيحيين في أي بقعة من العالم ينعكس هذا الأمر على التعايش في الداخل اللبناني، وفي كل مرة يتعزز فيه التعايش وقبول الاختلافات في لبنان ينتصر البلد في نهاية المطاف. وأشار أيضا إلى أن القادة الدينيين المسلمين شاؤوا من خلال هذا البيان أن يعبروا عن تضامنهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي لم يتردد في المجيء إلى لبنان والوقوف إلى جانب اللبنانيين في محنتهم، بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب أغسطس المنصرم. وهذا كان أقل ما يمكن فعله.


في ختام حديثه الصحفي قال السماك إن ماكرون اتخذ موقفاً ربما يصب في صالح الصور الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، لكنه لفت إلى حسن نوايا الرئيس الفرنسي، الذي تربطه علاقات جيدة مع لبنان، يمكن التعويل عليها. وكان ماكرون قد تحدث لمحطة الجزيرة الفضائية وقال إن المسلمين أصيبوا بصدمة بسبب الصور الكاريكاتورية لكن هذا لا يمكن أن يبرر العنف إطلاقا.


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.