HTML مخصص
02 Mar
02Mar
إعلان خاص



صادفت يوم الأحد الذكرى السنوية الثلاثون لنهاية حرب الخليج الأولى في الثامن والعشرين من شباط فبراير 1991 والتي اندلعت بعد غزو العراق للكويت. ومما لا شك فيه أن النداءات التي أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني آنذاك والزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى بلاد الرافدين تسلط الضوء على أهمية السلام وضرورة عيش الأخوة الأصيلة.في صيف العام 1990 مضت سنتان على نهاية الحرب الدامية بين العراق وإيران والتي أوقعت – بحسب بعض المصادر – أكثر من مليون ضحية على مدى ثماني سنوات، وسببت خسائرَ اقتصادية فادحة. وراحت دول الخليج – من بينها الكويت – تطالب النظام العراقي بتسديد الديون التي تخطت سبعين مليار دولار لتغطية نفقات الحرب، فيما طالب الرئيس صدام حسين بإلغاء تلك الديون باعتبار أن العراق حارب إيران نيابةً عن الأمّة العربية كلها بما في ذلك دول الخليج. كما اتهم الكويت باستخراج النفط العراقي من بعض الآبار المتواجدة في المناطق الحدودية. في الثاني من آب أغسطس من ذلك العام اجتاحت الدبابات العراقية مدينة الكويت، وكانت شرارةَ ما يُعرف اليوم بحرب الخليج الأولى.


بعد الاجتياح طالب أمير الكويت بتدخل الولايات المتحدة في وقت أعلن فيه صدام حسين ضم الكويت واعتبرها المحافظة العراقية التاسعة عشرة. الجماعة الدولية لم تعترف بهذه الخطوة وفرضت عقوبات على العراق، وفي الخامس عشر من كانون الثاني يناير من عام 1991 تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يسمح باستخدام كل الوسائل اللازمة لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت. وبعد انتهاء المهلة أَطلق تحالفٌ دولي بقيادة الولايات المتحدة عمليةً عسكرية ضد العراق في ما اعتُبرت أضخم حملة عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية.


بدأت العمليات ليل السادس عشر من كانون الثاني مع الغارات الجوية التي استهدفت المنشآت والبنى التحتية العراقية. وفي الثالث والعشرين من شباط فبراير بدأت العمليات البرية لتحرير الكويت. في السابع والعشرين من الشهر نفسه باشرت القوات العراقية انسحابها وفي اليوم التالي أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وقف إطلاق النار. كانت حربُ الخليج الأولى أولَ حرب تُنقل وقائعها مباشرة على الهواء، لاسيما من قبل محطة CNN الأمريكية. وكان العالم كله يشاهد حوالي نصف مليون نازح كويتي يعبرون الحدود السعودية، بالإضافة إلى الغارات الجوية والصواريخ التي كانت تُطلق ليلا على بغداد.


في الأيام السابقة لاندلاع الحرب ليل السادس عشر من كانون الثاني يناير، أطلق البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عدة نداءات من أجل السلام في المنطقة. في الثاني عشر من كانون الثاني يناير من العام 1991 وفي الخطاب التقليدي الذي وجهه إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي، وفيما كانت تُقرع طبول الحرب، أكد البابا فويتيوا أن السلام ما يزال ممكناً، وقال إنها ساعة الحوار والتفاوض وساعةُ تفوّق القانون الدولي.


في الخامس عشر من الشهر عينه بعث البابا برسالتين إلى الرئيسين العراقي والأمريكي. في رسالته إلى صدام حسين أكد يوحنا بولس الثاني أنه لا توجد مشكلة دولية يمكن أن تُحل بشكل ملائم من خلال اللجوء إلى قوة السلاح. وذكّر بأن الحرب – وبالإضافة إلى الخسائر البشرية التي توقعها – تولّد أوضاعا من الظلم الشديد، تحمل بدورها على اللجوء إلى العنف. وفي رسالته إلى الرئيس جورج بوش الأب شدد البابا فويتيوا على ضرورة عدم توفير أي جهد للحيلولة دون اتخاذ قرارات لا يمكن الرجوع عنها وهي تحمل الآلام لآلاف العائلات الأمريكية ولسكان الشرق الأوسط أيضا. بالطبع لم تلق نداءات البابا آذانا صاغية، وطغت قوة السلاح. لكن البابا يوحنا بولس الثاني لم يستسلم، فبعد ساعات قليلة على انطلاق عملية "عاصفة الصحراء" أطلق نداء آخر من أجل السلام، لكن هذا النداء لم يلق أيضا أي تجاوب.


المصدر : فاتيكان نيوز

Social media khoddam El rab


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.