HTML مخصص
31 Oct
31Oct


في وقت تحدث فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تعرض البلاد إلى هجوم إرهابي إسلامي، تمكن المحققون من التعرف على هوية القاتل، والذي وصل – بحسب الأجهزة الأمنية الإيطالية – إلى جزيرة لامبيدوزا منذ فترة قصيرة وانتقل من إيطاليا إلى فرنسا، وقد وُضعت البلاد في حالة من التأهب القصوى إذ رُفع عدد قوات مكافحة الإرهاب من ثلاثة آلاف عنصر إلى سبعة آلاف.

الرئيس ماكرون صرّح من نيس بأن فرنسا تتعرض للهجوم، وقد عُلم أن الإرهابي يُدعى ابراهيم العويساوي، يحمل الجنسية التونسية ويبلغ واحدا وعشرين عاما، وقد وصل إلى إيطاليا في أواخر شهر أيلول سبتمبر الفائت، قبل أن يدخل الأراضي الفرنسية مطلع تشرين الأول أكتوبر الجاري. وعبر الرئيس الفرنسي عن تضامن الأمة كلها مع الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا وحول العالم. وأضاف أنه بعد جريمة قتل الكاهن جاك هاميل في صيف العام 2016 ها هم الكاثوليك في فرنسا يتعرضون لهجمة جديدة وهم مهددون. وأكد أن حرية ممارسة الشعائر الدينية ستبقى مصانة في فرنسا.


وتفيد آخر الأنباء بأن القتال دخل كاتدرائية نيس وصاح عبارة "الله أكبر" قبل أن يُقدم على قطع رأس امرأة وذبح الشماس الذي يبلغ الخامسة والأربعين من العمر. كما تمكن من طعن امرأة أخرى نجحت في الهروب من الكاتدرائية لكنها ما لبثت أن فارقت الحياة متأثرة بجروحها. وعلى أثر الاعتداء الإرهابي اقتحم رجال الأمن المبنى وأطلقوا النار على الإرهابي الذي أصيب بجروح وتم اعتقاله. عمدة المدينة الفرنسية كريستيان إيستروزي تحدث عن "هجوم إرهابي" وأعلن أن جميع الكنائس إما ستُقفل أو ستَخضع لحماية الأجهزة الأمنية.


في أعقاب الهجوم غادر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس قاعة البرلمان، حيث كان من المرتقب أن يعرض على الجمعية الوطنية الإجراءات الهادفة إلى احتواء فيروس كورونا، وشارك في الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه وزير الداخلية جيرار دارمارين، واتُخذ قرار برفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى تحسبا من وقوع اعتداءات إرهابية جديدة. وقد أعلنت الشرطة الفرنسية عن توقيف مواطن أفغاني في مدينة ليون كان يحمل سكيناً، مع العلم أن امرأة ترتدي البرقع كانت قد دخلت محطة سكك الحديد في المدينة، الأسبوع الماضي، وهددت بتفجير نفسها قبل أن تُعتقل من قبل عناصر مكافحة الإرهاب.


إمام الأزهر أحمد الطيب أدان الهجوم الإرهابي في كاتدرائية نيس وقال إن الدين لا يمت بصلة لهذه الأعمال الإجرامية. وفي رسالة نُشرت على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي أكد الأزهر أنه لا يوجد أي مبرر لهذه الأفعال الإرهابية المقيتة التي تتعارض مع التعاليم المتسامحة للإسلام ولجميع الديانات السماوية التي تشدد على ضرورة التصدي لكل شكل من أشكال العنف والتطرف والحقد وانعدام التسامح. وحذّر الأزهر أيضا من المخاطر التي تترتب على التصعيد في لغة العنف والحقد، داعيا إلى تغليب صوت العقل والحكمة.


الاتحاد الأوروبي لم يتأخر في التنديد بهذا الاعتداء الإرهابي والتعبير عن قربه من فرنسا. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين دعت إلى رص الصفوف والحفاظ على الوحدة إزاء التعصب والأعمال الهمجية. أما رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي فقال إن الألم الذي أصاب فرنسا يشعر به جميع الأوروبيين، لافتا إلى واجب الوقوف في وجه العنف ومن يحرضون على الحقد وينشرونه. وقد أعاد هذا الاعتداء إلى الأذهان الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له نيس في تموز يوليو 2016، مودياً بحياة أربعة وثمانين شخصاً قضوا دهساً تحت شاحنة كان يقودها إرهابي، خلال احتفالهم بالعيد الوطني.


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.