HTML مخصص
12 Nov
12Nov


في أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الفائت قال البابا فرنسيس إنه يصلي على نية الوفود المشاركة في الحوار الليبي كي يتم التوصل إلى حل سلمي للحرب الدئراة رحاها في هذا البلد العربي. هذا وتستضيف تونس أعمال منتدى الحوار السياسي في ليبيا والذي يشارك فيه حوالي خمسة وسبعين موفداً يمثلون مختلف المناطق والأحزاب والمكونات الليبية، من أجل التباحث في مستقبل بلد ما يزال يعاني من انعدام الاستقرار.يرمي هذا الحوار السياسي بين الليبيين إلى بلوغ السلام في هذا البلد العربي، بعد تسع سنوات طُبعت بالصراعات وانعدام الاستقرار على مختلف الصعد. وقد انطلقت أعمال منتدى الحوار في تونس، يوم الاثنين الفائت، برعاية منظمة الأمم المتحدة، ويرى فيه كثيرون الفرصة الأخيرة للجهود الدبلوماسية الرامية إلى وضع إطار من الاستقرار والسلام بالنسبة للمؤسسات الليبية. تستمر الأعمال على مدى ستة أيام، ويشارك فيها أيضا ممثلون عن المجلس الأعلى للدولة، وبرلمان طبرق، فضلا عن مكونات أخرى تم اختيارها من قبل منظمة الأمم المتحدة كي يكون الحوار الوطني الليبي شاملا، ولا يستثني أي فئة. وكان البابا فرنسيس وفي أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الفائت قد تطرق إلى منتدى الحوار الليبي هذا وتمنى أن يتم التوصل إلى حل للمعاناة الطويلة للشعب الليبي، وأن يُحترم اتفاق وقف إطلاق النار من قبل الجميع.لمناسبة انعقاد هذا المنتدى أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأستاذة الجامعية ميكيلا مركوري، التي تدرّس مادة "الجيوسياسية في منطقة  المتوسط" والتي اعتبرت أن ليبيا يمكن أن تسير اليوم باتجاه السلام لأن ثمة مساعٍ للتوصل إلى اتفاق اختاره الليبيون، وأراده الليبيون، وهي المرة الأولى التي يقول فيها المواطنون وممثلوهم كلمتهم بشأن مستقبل البلاد. والهدف من المحادثات الجارية اليوم في تونس يتمثل في الاتفاق على خارطة طريق تقضي بتشكيل مجلس رئاسي جديد، يضم ثلاث شخصيات: الرئيس ونائبان للرئيس. ورأت أنه إذا تمكنت كل الأطرف من القبول بهذا الأمر، فذلك سيمهد الطريق أمام السلام وأمام إجراء انتخابات مع حلول شهر آذار مارس المقبل.ذكّرت الأستاذة الجامعية الإيطالية بأن ليبيا شهدت حالة من الفوضى بعد سقوط نظام القذافي، وبرز على الساحة لاعبان أساسيان: حكومة فايز السرّاج المعترف بها دوليا ومقرُها طرابلس، وقوات الجنرال خليفة الحفتر في طبرق. وشهدت السنوات الماضية محاولات عدة وجهودا دبلوماسية لتحقيق الاستقرار في البلاد بدءا من اتفاق سخيرات بالمغرب في العام 2015، وصولا إلى منتدى الحوار في تونس، بعد التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في جنيف في الثالث والعشرين من تشرين الأول أكتوبر الماضي. وبتشجيع من الأمم المتحدة استأنف الطرفان محادثاتهما في شهر أيلول سبتمبر الفائت حول طاولات ثلاث: طاولة مؤسساتية في المغرب، وعسكرية في مصر وسياسية في سويسرا.مضت السيدة مركوري إلى القول إن ممثلة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز أبدت تفاؤلها حيال الانجازات المحققة، لكن يبقى مقررا استعدادُ الطرفين لتقديم التنازلات. ورأت الأستاذة الجامعية أن ثمة رغبة في الداخل الليبي في التوصل إلى عدد من الاتفاقات. وعبرت عن أمنيتها بأن تُظهر الجهوزيةَ نفسَها الأطرافُ الخارجية التي تدعم منذ سنوات مختلف الفصائل على الأرض، لاسيما روسيا وتركيا. في ختام حديثها لموقعنا أشارت مركوري إلى تنوع المشاركين في منتدى الحوار، ما يتطلب تحقيق تقارب بين كل الأشخاص والقبائل ورؤساء البلديات واللاعبين المحليين، وهو أمر صعب جدا.


المصدر : فاتيكان نيوز

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.