HTML مخصص
30 Apr
30Apr

إنّ قيامة الرب يسوع من بين الأموات هي عربون قيامتنا نحن من رقاد التراب، وهذا ما شرحه بولس الرسول بقوله: "كما يموت جميع الناس في آدم، فكذلك سيحيون جميعاً في المسيح" ( ١ كورنتوس ١٥ / ٢٢ ).


فالمسيح لم يمت لأجل ذاته، بل مات لأجلنا.


وهذه هي الحقيقة الإيمانية التي يذكّرنا بها هذا العيد المجيد، لأنّنا أصبحنا شركاءه في الممات وفي الحياة، بعد قبولنا سرّ العماد المقدس: "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ... لأنّكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع" (غلاطيّة ٣ / ٢٧ ـ ٢٨ ).

وإذا كنّا جميعاً واحداً في المسيح، فالاستنتاج واضح، وهو أنّه يجب أن نكون واحداً فيما بيننا، عندئذٍ نتغلّب على كل انقسام يشوّه صورة الرب يسوع فينا.

إنّ التزامنا الحرّ والواعي بسرّ معموديتنا ومواعيدها يفرض علينا فعل طاعة وثقة بالرب كي نتمّم نحن المسيحيين "ما نقص من شدائد المسيح".
انتصر ربّنا يسوع المسيح على الخطيئة والموت بقيامته ظافراً بعد أيّامٍ ثلاثة.

فحُقَّ لنا أن نحتفل معه بهذا العيد المجيد، فها أنتَ إلهٌ مع والدكَ السماوي الـقـُدُّوس ، وإذا وجدناكَ، فها أنتَ ابن البشر مع والدتكَ، مريم العذراء ".

الله يكلّمنا اليوم وينطق فينا: في تفكيرنا، في كلامنا، في تصرّفاتنا، في سلوكنا، وفي علاقاتنا مع الناس المبنيَّة على المحبّة والاحترام.

وهكذا تغدو حياتنا تعبيراً عن كلمة الله، ونصبح شعباً سلامياً يفعِّلُ حياتياً بشرى القيامة ، لأنَّ سلام الله ومحبَّته قد حلاّ فينا، فنحيا "القداسة التي بغيرها لا يرى أحدٌ الرب" (عبرانيين ١٢ / ١٤ ).

كما يؤكّد قداسة البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي السابع والخمسين للسلام لعام ٢٠٢٤ ، بعنوان "الذكاء الاصطناعي والسلام"، أنّ "السلام، في الواقع، هو ثمرة العلاقات التي تعترف بالآخرين وتقبلهم في كرامتهم غير القابلة للمساومة، وهو ثمرة التعاون والالتزام في السعي لتحقيق التنمية المتكاملة لجميع الأشخاص وجميع الشعوب".

إنّ قيامة الرب يسوع هي أسطع برهان على ألوهته.

فالمسيح تألّم ومات بطبعه البشري، وبما أنه إلهٌ نفض عنه الموت وقام بقدرته، منتصراً على الخطيئة وثمرتها الموت الذي هو نصيب جميع البشر. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.