HTML مخصص
01 Apr
01Apr

وعلى رجاء القيامة المعزّية، نبتهل إلى الرب يسوع الذي احتمل الآلام والموت ليقوم في اليوم الثالث، كي يفيض علينا وعلى العالم بأسره نِعَمَهُ وبركات ، لتبقى شعلة الإيمان به متّقدةً، وتستمرّ شهادتُنا لقيامته حيّةً فاعلةً، فينعم الجميع بحياةٍ وافرة الثمار، ويسطع نور القيامة وسط ظلمات عالمنا، ناشراً المحبّة والوحدة والفرح والسلام. كما نضرع إلى الرب فادينا، "القيامة والحياة"، الإيمان علامة حيّة لقيامة المسيح، الإيمان نعمةٌ مجّانيّةٌ من الله، وجواب الإنسان الحرّ على هذه العطيّة هو في اختياره أن يصبح علامةً حيّةً لقيامة المسيح.

والقرار باتّباع يسوع، معلّمنا وربّنا الذي أتى لينغمس في عالم الإنسان ويوميّاته، يتطلّب أن نسير خلفه، وأن نصغي إليه باهتمامٍ واجتهادٍ عبر كلمته وعبر نعمة الأسرار الكنسية.

نحن نؤمن بربٍّ واحدٍ يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، الذي قَبِلَ الموت صلباً كإنسانٍ، ولكنّه قام في اليوم الثالث كإله.

ومن الإثباتات على قيامته أنّه جعل من كلّ إنسانٍ دليلاً حيّاً على قيامته، إذ بالمسيح يقوم الجميع.
"فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله".

يؤكّد لنا بولس الرسول، أنّ قيامة الرب يسوع تأكيدٌ لقيامتنا نحن أيضاً، فقيامة يسوع المسيح من بين الأموات هي جوهر الإنجيل :

"إن كان المسيح لم يَقُم، فتبشيرنا باطلٌ وإيمانكم أيضاً باطل".

لولا قيامة الفادي، لَبقيَ الرسل مُحبَطين ومختبئين في دارٍ "أبوابُها مغلَقةٌ خوفاً من اليهود" ، لا يجرأون أن يُبشروا بإنجيل الخلاص، لا بل كان إيمانُنا باطلاً.

ظهر الرب مراراً لتلاميذه الذين كانوا في حالةٍ من الخوف واليأس التامّ، فطمأنهم ودعاهم أن يلمسوا جروحَ المسامير والحربة، وأكلوا وشربوا معه.

وأضحت القيامة محورَ بِشارتهم وهدفَهم الأوحد ومعنىً لكلّ ما قالوه وفعلوه.

تكمن أهمّية عيد القيامة في الإعتراف بانتصار يسوع المسيح على الموت، وبأنّه ينبوع الحياة الأبدية لكلّ من يُؤمن به.

"مباركٌ الله أبو ربِّنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولَدَنا ثانيةً لرجاءٍ حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات".

عيد القيامة تأكيدٌ على كلّ ما علّم يسوع وبشّر به خلال تدبيره الذي استمرّ ثلاث سنوات.


لو مات كسائر البشَر، ولم يَقم من بين الأموات، لكان كغيره: مجرّد معلّمٍ أو نبيٍّ آخر.

أجل، لولا القيامة لكان رجاؤنا باطلاً، لأنّ نور السرّ الفصحي وحده قادرٌ أن يجلب لنا رجاءً جديداً، "رجاءً جديراً بالثقة"، على حدّ قول البابا بنديكتوس السادس عشر، "بالرجاء نحن مُخَلَّصون" آميــــــــن.



/الخوري جان بيار الخوري/

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.