HTML مخصص
22 Mar
22Mar

عندما سأل يسوع أعمى أريحا: "ماذا تريد أن أصنع لك"، أجاب بإيمان ومن دون أي تردّد: "يا معلّم، أن أبصر".

فقال له يسوع: "أبصر، إيمانك خلّصك".

فأبصر ومشى معه، وهو الطريق المؤدّي إلى الحقيقة والحياة.

وهكذا أثبت يسوع أنّه نور العالم، وأنّ من يتبعه لا يمشي في الظلام.

يسوع هو نور العقول والقلوب والضمائر، نورٌ يمنحنا البصيرة الداخليّة التي جعلت أعمى العينين بصيرًا حقًّا، فأدرك أنّ "يسوع الناصريّ" الذي يمرّ هو بالحقيقة "المسيح إبن داود، حاملُ رحمة الله إلى البشر".

ولهذا راح يسترحمه بأعلى صوته: "يا يسوع، إبن داود، إرحمني".

فلنلتمس نحن أيضًا من المسيح الربّ هذه البصيرة الداخليّة التي تميّز بها أعمى أريحا، فاستحقّ الشفاء من عمى عينيه المنطفئتين".

أن "أعمى أريحا الجالس على قارعة الطريق يرمز إلى الذين لا يَعنون شيئًا للمجتمع المترف بالماديّة والإستهلاكيّة والأنانيّة.

فيُهمَّشون ويُهمَلون ويُقصَون عن الحياة العامّة، أمثال الفقراء والمعوّقين والمضطهدين، بل وأيضًا أمثال المتحرّرين من التبعيّة والإستقواء والإستعباد.

الأعمى جالس ومستقر على جانب الطريق، أي جانب طريق يسوع، بينما يسوع سائرٌ يعظ ويعمل الخير.

والمقصود بالطريق هو طريق المسيح- تعليمه "أنا الطريق والحق والحياة".

ومن لاحظ حالة الأعمى ونظر إليه باهتمام هو يسوع "وفيما هو مجتاز رأى إنسانا اعمى منذ ولادته".

إنها لحظة لقاء شخصي غير كلَّ شيء، فرصة ينتهزها يسوع لعمل الخير.

هكذا ينبغي لنا نحن أيضا أن ننتهز الفرص لفعل الخير.

هذا الشخص كما الأخرون الذين شفاهم يسوع، نال نعمة نور العين والروح – الإيمان، فانقلبت حياته.

وحمله الشفاء إلى اتباع يسوع.

سؤال التلاميذ غريب، فعوض أن يتفهموا موقف يسوع، ويشكروه على عمل الخير راحوا يسألونه: من أخطأ هو أم والداه حتى ولد اعمى؟ وكأن العاهات البدنية عقاب من الله.

يجيب يسوع أن هذا الشخص ولد اعمى فهو برئ وان ثمة عاهات طبيعية لا دخل للإنسان فيها.

إنها نتيجة فشل طبيعي: "لا هو أخطأ ولا والداه".

وبالتالي ليس علينا أن ندين الأخرين بقدر أن نسعى لتفهم وضعهم واحتضانهم والتخفيف عنهم كما فعل يسوع.

هذا الشفاء يتم أيضا في يوم السبت ليؤكد يسوع أن يوم السبت هو لعمل الخير والإحسان "ينبغي لي أن اعمل أعمال الذي أرسلني".

المرسل يجب ان يكون فعالا وليس كسولا وخاملا.

الرجل الأعمى يرمز للعالم الأعمى الرافض نور المسيح وتعليمه.


طريقة الشفاء إشارة واضحة إلى المعمودية، الخلق الجديد "طلى الناس في دهشة أمام المعجزة: أ ليس هذا هو الذي كان يجلس ويستجدي.

الأعمى يحسم الجدل بشجاعة قائلا: "أنا هو، هو فتح عيني".

ويقدمه الإنجيلي الى الجماعة المسيحية الأولى الخائفة نموذج إيمان شجاع.
هذه دعوة إلى الذين اختبروا رحمة الله وبركته والتغيير الذي حصل في حياتهم عليهم أن يتحدثوا عن خبرتهم عرفانا بالجميل. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.