HTML مخصص
21 Mar
21Mar

زمن الصوم يتيح لنا ان " نعرف بالايمان سر المسيح " والتعليم الصحيح " ( ٢ طيموتاوس ٣ / ٤ ) وشرف حالتنا الجديدة كابناء الله "، وان نسلك كما يليق ببشارة المسيح.

اننا بقبولنا الاسرار وبالصلاة ننال نعمة المسيح ومواهب روحه التي تهيئنا لهذه الحياة الجديدةأبصر الاعمى بعينيه بعد ان كان مبصراً بايمانه وعقله : آمن ففهم. توفرت عنده المعرفة بالايمان والمعرفة بالعقل.

"يسوع الناصري" ليس بالنسبة اليه يسوع إبن يوسف النجار فقط بل هو " ابن داود" أي المسيح المنتظر الذي كتب عنه الانبياء.

"لا يمكن الفصل بين العقل والايمان، بدون ان يفقد الانسان قدرته على ان يعرف ذاته ، ويعرف الله والعالم معرفة وافية. ان معرفة احوال العالم واحداث التاريخ معرفة راسخة لا تتم الاّ اذا رافقها اعلان ايماننا بالله الذي يعمل فيها. فالايمان يرهف النظر الباطن ويتيحللعقل ان يكتشف ، في سياق هذه الاحداث، ملامح العناية الالهية وحضورها الفاعل"

وانطلق معه في الطري.

بسبب معرفته ليسوع بالايمان والعقل، بدأ الاعمى، الذي شفي، مسلكاً خلقياً جديداً.

ذلك انه وجد عند يسوع الجواب على الخير والشر، ولا شك في انه طرح ذاك السؤال الاساسي في حياة كل انسان، الذي وجهه الشاب الغني الى المسيح: "ايها المعلم الصالح ماذا اصنع من الصلاح لتكون لي الحياة الابدية".

كل لقاء مع الرب يسوع يعطي الجواب الوحيد على هذا السؤال الذي يملاء رغبات قلب الانسان.

ولذلك " اقام الله كنيسته لكي يتمكن البشر من تحقيق مثل هذا اللقاء بالمسيح, لانها هي تسعى الى هذا فقط: ان يجد المسيحَ كلُ انسان، لكي يكمل المسيح مسيرة الحياة معه، ويبيّن لنا الكتاب المقدس كيف ان خطيئة الانسان هي عصيان وعدم سماع.

ان طاعة يسوع الجذرية حتى الموت على الصليب هي التي اسقطت قناع الخطيئة.

بطاعته تمَّ العهد الجديد بين الله والانسان، واُعطينا امكانية المصالحة.

فيسوع اُرسل من عند الآب ذبيحة تكفير عن خطايانا وخطايا العالم أجمع ، ان العلاقة بين مريم ام الكلمة وام الايمان، تبيّن لنا كيف ان عمل الله في العالم يقتضي دائماً حريتنا، لان الكلمة الالهية المقبولة بايمان تحوّلنا من الداخل، وتعطي دفعاً لعملنا الرسولي والراعوي الذي يصبح تجسيداً للكلمة. يقول القديس امبروسيوس: " كما ان مريم وحدها اعطت جسداً للكلمة، كذلك كل واحد منا يعطي المسيح ثمرة لايمانه في سماع الكلمة والاحتفال بالاسرارامنا مريم العذراء الكلية القداسة هي مثال لنا وقدوة في سماع كلمة الله، هي التي بجواب " نعم" على كلمة الله وعلى رسالته تممت ملء الدعوة الالهية الموجّهة الى البشرية.

في شخص مريم تمّ التبادل بين كلمة الله والايمان.

من البشارة حتى العنصرة مريم تظهر لنا كامرأة ذات جهوزية كاملة لقبول ارادة الله، وسماع كلمته من دون شرط ( لوقا ١ / ٣٨ ), وحفظ احداث حياة ابنها الكلمة في قلبها.

مريم هي صورة الكنيسة في سماع كلمة الله التي فيها اصبحت بشراً، وهي رمز الانفتاح على الله وعلى الآخرين، ورمز السماع الفاعل الذي يتفاعل مع الكلمة الالهية بحيث تطبع حياة الانسان وتعطيها شكلها. آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.