HTML مخصص
18 Mar
18Mar

الصوم الكبير هو زمن الشفاء من عمى الروح.

الى كلمة الله " النور الحق الذي ينير كل انسان " ، نرفع صلاتنا: "أضىء علينا بنور وجهك، يا رب " ، " فبنورك نرى نور الحقيقة يا يسوع النور"، وهكذا نصير، كما يقول بولس الرسول، " نوراً في الرب " و " ابناء النور".

الرب معنا في سرّ القربان ، لينير طريقنا بشخصه وكلامه ونعمته ومحبته، فنشهد له الشهادة الصحيحة في اقوالنا وافعالنا ومواقفنا.

الرؤية الجديدة هي ان نرتفع بالايمان والعقل من المنظور والمسموع والمحسوس الى الحقيقة الموحاة، الى سرّ المسيح.

فالايمان لا يستند الى الحواس، لان من يؤمن انما يؤمن بما لا يرى، كما يقول بولس الرسول: " "الايمان هو الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه".

العمى الروحي انتهره الناس ليسكت، صرخة الايمان والفهم التي أطلقها الاعمى باعلى صوته جابهها الناس، بعماهم الروحي، وانتهروه ليسكت.

اما يسوع فقد سقطت هذه الصرخة في قلبه، " فتوقف وامر الناس ان يدعوه "، ليشفي عماهم الروحي بعلامة شفاء عمى الاعمى الحسي، فغيّروا موقفهم ولهجتهم وقالوا للاعمى: تشجع ، قمْ.

انه يدعوك ، كلنا نُصاب بالعمى الروحي كل مرة نخالف وصية الله الاولى في الناموس: " احبب الرب الهك من كل قلبك وكل نفسك وكل فكرك وكل قوتك " ، وفي الوصايا العشر: " انا هو الرب الهك لا يكن لك اله غيري.

فالرب الهك تعبد واياه وحده تخدم".

بمخالفة هذه الوصية نقع في العمى الروحي، نُصاب بالعمى الروحي، على صعيد الايمان، عندما لا نحافظ عليه ولا نغذيه بالتأمل في كلام الله والصلاة وبتعليم الكنيسة، ولا نرفض ما يتعارض معه.

العمى الروحي هو الخطيئة ضد الايمان مثل: الشك الارادي برفض الاعتقاد بحقيقة موحاة من الله ومعروضة من الكنيسة لنؤمن بها، والشك غير الارادي بالتردد في الاعتقاد والخوف من غموضه؛ عدم الايمان أي اهمال الحقيقة الموحاة، او رفض قبولها عمداً ؛ البدعة او الهرطقة وهي انكار حقيقة ايمانية باصرار؛ الجحود (انكار الايمان) وهو الرفض الكامل للايمان المسيحي؛ الانشقاق أي رفض الشركة مع الكنيسة، آمــــــــــــين.



/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.