HTML مخصص
06 Jan
06Jan

يرويها أحد الكهنة


"قديماً، قبل إنتشار الخبز الجاهز، عندما كنت صغيراً، كل مرة كانت أمي تعجن للخبز كانت تستعمل خميرة من العجنة السابقة، إﻻ ليلة الغطاس، تعجن العجنة بدون خميرة، وتقول:
"الليلة الخميرة من السما مش من الخميرة العتيقة".

وبالفعل كان العجين يختمر بطريقة مدهشة دون أي خميرة.
بعدها كنا نتجمع حولها نتفرج كيف تعجن زﻻبية الغطاس و"تمغطها" بشكل أصابع مستطيلة وتكبسها ٣ كبسات قبل أن تضعها في مقلاة الزيت.


سألتها: لماذا لا تتركي اﻷقراص مستديرة يا أمي؟

أجابت: زﻻبية الغطاس ﻻزم تكون مستطيلة.

- ليش مستطيلة؟

- ما بعرف يا ماما، هيك تعلمت من ستك.

ﻻحظت أنّ كل اﻷقارب والجيران يصنعون الزﻻبية مستطيلة، سألتهم لماذا مستطيلة وليس مستديرة؟

- ما منعرف هيك تعلمنا.
ومرّت اﻷيام .. وإرتسمتُ كاهناً سنة ١٩٨٤ وبدأتُ خدمتي في الجنوب ..

ويوم عيد الغطاس إنطلقتُ ﻷكرّس بيوت الرعيّة في قرية مليخ، وفيما كنتُ أغادر بيت إمرأة ختيارة من آل أبو زيد.. قالت لي:
"ولو يا أبونا ما بدك تاكل عندي أصابع يوحنا؟"

– شو أصابع يوحنّا؟

فإذا بها تأتي بالزﻻبية المستطيلة المفخوتة ثلاث فختات...

فإسترحتُ عندها لأكل "صبيع يوحنا"

وخلال الحديث عرفتُ أننا نأكل "أصابع يوحنا" المصنوعة "بالخميرة السماوية الجديدة" لنعيش بحسب تعاليم يسوع نحن المعمّدين بإسم الثالوث اﻷقدس الذي ظهر بالعماد على نهر اﻷردن... ونشهد له بعيشنا وحملنا الصليب.
وندل عليه بمحبتنا وفضائلنا.. كما شهد له يوحنا والرسل والقديسين "
 


دايم دايم وعيد مبارك للجميع

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.