HTML مخصص
03 Apr
03Apr

* ملاحظة: الأمور السلبيّة عن المرأة، الواردة في هذه المقالة، لا تنطبق على كلّ النّساء.



١. في القرن العشرين نزلت المرأة إلى سوق العمل واستقلّت ماديًّا.
وإستغلّ تجّار الموضة هذا الأمر ليروّجوا لأشكال من الموضة ليست على كثير من الحشمة.

وأقنعت الموضة المرأة أنّ كشف أجزاء من جسدها يُسهم في جمالها.

وهكذا تغيّرت نظرة المرأة إلى جسدها، وما كان غير مسموح وغير مقبول ذاتيًّا واجتماعيًّا، صار مقبولًا، وتوسّعت رقعة ما هو مسموحٌ كشفُه من الجسد.

وصار يصعب إقناع المرأة بأن تستر ما لا يجب كشفه من جسدها، لاعتقادها أنّ ذلك ليس عيبًا ولا عدمَ حِشمةٍ بل جمالًا.

وأسهم في تعزيز هذه القناعة عروض الأزياء ومسابقات ملكات الجمال، والإعلام الذي يجعل مِثال الفتاة: الممثّلة وعارضة الأزياء وملكة الجمال.




٢. وإستهوى هذا الأمر فئةً أخرى من النّساء.
فالفتيات اللواتي لم ينلن إعجابًا كافيًا من آبائهنّ، ولا عناية كافيةً واهتمامًا في أسرهنّ، عندهُنّ ميل لإبراز "مفاتنهنّ" لكي يجذبن إليهنّ نظرات الرّجال، فيكون ذلك تعويضًا عمّا افتقدنه من اهتمام في الأسرة.



٣. ولم يكن هذا التغيّر مرضيًّا للربّ، فالكتاب يقول "ليكن على النّساء لباسٌ فيه حشمةً وزينةٌ فيها حياء" (١ تيم ٩:٢).
فعدم الحشمة غير مقبول لأنّ الجسد هو هيكل الروح القدس، والمرأة كما الرجُل خُلِقت "على صورة الله كمثاله".
وكائنًا ما كان مبرّر الموضة غير المحتشمة، ومهما كان اسمُها، يبقى عدم الحشمة مصدر تجربة للرجال، وهو لذلك خطيئةٌ.



٤. أين تبدأ الكنيسة في معالجة موضوع "الموضة الجريئة" الذي تسلّل إلى عقول كثيرات، حتّى من المتردّدات إلى الكنيسة؟لا يكفي أن نلفت النّظَر، ويصعُب أن نؤنّب، ولا يُجدي الكلام من على المنبر.
فالعقدة تكمن في قناعة المرأة "أنّ كشف جسدها حقٌّ لها"؛ "ومَن لا يعجبه الأمر، فلا ينظُر".
وأحيانًا تكون ردّة الفعل هي الهجوم: "لماذا ينظر هذا الأبونا"!؟
فيجب العمل على تغيير القناعات أولًا، خصوصًا وأنّ كثيرات من الفتيات لا يُدركن أنّ الرجُل يتجرّب كثيرًا من خلال النّظر، وأنّهنّ يسبّبن الخطيئة للآخرين، وبذلك يقعن هنّ أيضًا في الخطيئة.



٥. وما يجعل معالجة عدم الحشمة أكثر صعوبةً هو أنّ الأهل يتساهلون في أمر ملبس بناتهنّ، ويكون ذلك حجّة لهنّ: "ما دام أهلي لا يُعارضون، فمن أنت لكي تُعارض"؟ وأحيانًا الأمّ نفسها لا تعطي مثالًا صالحًا لبناتها في ملبسها.
فهل تحتاجُ الكنيسة إلى تربية الأهل أولًا؟



٦. إن كان يصعُب معالجة الأمر في المنزل، فهناك أملٌ بأن تحاول الكنيسة توعية جماعات الفتيان والفتيات والشبيبة.
والوسيلة الأنجع هي أن نعمل على تعميق الالتزام الإيمانيّ والحياة الروحيّة في الفتيان والشبيبة.
ومتى حصل تقدّم في هذا الأمر، فسوف تتغيّر قناعة الفتيات بشأن "الموضة"، حتى من دون أن يكلّمهنّ أحدٌ به مباشرةً.
لأنّ أساس تغيير القناعة والعودة إلى الحشمة هو أن تدرك الفتاة أنها مخلوقة على صورة الله كمثاله، وأنّ إبراز جسدها هو سبب تجربة للآخرين، يضعها تحت طائلة الخطيئة.


/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.