HTML مخصص
10 Mar
10Mar

تقول فكاهة إنّ زوجاً سعيداً جلس في حديقة وبقربه بابا نويل ورجل أحمر الشعر.

وحدث أن عجوزاً وقعت في الحديقة، فأيهم ساعدها؟

الجواب: الرجل الأحمر الشعر لأنّ بابا نويل والزوج السعيد لا وجود لهما.

هل صيح ما يقال :

"تزوجا وعاشا في نعيم"؟ أم نقول مع الشاعر: "المستحيل ثلاثة، الغول والعنقاء والخل الوفي"، ونضيف إليها الزوج السعيد؟

من يتزوج آملاً أن يجد السعادة تعوزه الواقعية، لأننا نحن البشر تركنا السعادة خلفنا عندما خرجنا من الفردوس.

"الزواج السعيد" باركه الله قبل السقطة، وبعدها صار الزواج مشقة وجهاداً وخبزاً نحصله بعرق الجبين.

ليس هناك زواج سعيد لأنه ليس هناك كائن سعيد.

هناك دائماً هموم الحياة ومشقاتها، وهذه تزداد بعد الزواج.

نعم هناك أوقات فرح تلامس السعادة، أوقات رضى عن الذات وتحقيق الذات والنجاح، وهناك فرح لقاء الآخرين من خلال الصداقة والحب.

لكن هناك الفشل أحيانا والخيبة والخسارة.

كيف نطلب سعادة الحياة، والحياة نفسها غير سعيدة.

فلا سعادة في الزواج ولا في الصداقة ولا في العمل ولا في تربية الأولاد، ولا في الشباب ولا في الكهولة.

وإذ يقول الكتاب "إفرح بامرأة حداثتك" (أمثال ١٨:٥)، فهو يعني الفرح أما السعادة فأمر آخر.

في الزواج، بديل السعادة الطمأنينة، وشعور الأمان، والإطمئنان للمستقبل، المتأتية من اليقين بأمانة الشريك في السراء والضراء، وأنه يقول لشريكه كل يوم "نعم" حصرية يقينية بأنه يحبه ويقبله ويريده لذاته حصرا.

وعبارة "حصراً" تعني استثناء أي شخص آخر.

وتقول الدراسات إنّ الذين يعيشون عمراً أطول ويتمتعون بصحّة نفسيّة وجسديّّة جيّّدة ليسوا هم الذين لا يدخّنون ولا يشربون الخمر ويمارسون الرياضة، بل الذين يعيشون مع أشخاص يعطونهم الطمأنينة والثقة والأمان.

خلاصة الكلام أنّ الأمانة الزوجيّة التي تعطي الثقة والإطمئنان والأمان هي مفتاح إستقرار الزواج.

فأحبب شريكك في إطار الله وكن له أميناً، تنل أنتَ أيضاً الإطمئنان والثقة والأمان.

أمّا السعادة فتبقى منقوصة لأنّ الحياة لا أمان لها.

السعادة المكتملة، السعادة القصوى هي عند الله في الفردوس، ونحن ننتظرها بإيمان ورجاء كما قال الكتاب :

"منتظرين الرجاء السعيد وتجلي مجد إلهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح"
(تبطس ١٣:٢).

آمـــــــــــين.



الصورة أدناه إستبدلت كلمة groom (عريس) بكلمة gloom (تعيس) فيكون معنى العبارة:
العروس والتعيس.

/الأب أنطوان يوحنا لطوف/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.