HTML مخصص
14 Nov
14Nov
إعلان خاص

ينقسم المؤمنون إلى قسمين :

-البعض يُعطي أهمّية زائدة للشيطان في حياتهم الروحيّة ،فيُرجِعون كل خطيئة او خلاف مع الغير أو أيّ مشكلة(نفسيّة، جسديّة، روحيّة) يمرّون بها، إلى الأرواح الساقطة الشرّيرة.

ويصيبهم نوع من الهَوَس في كيفيّة طرد هذه الأرواح ، فيذهبون من مكان إلى آخر بهذا الهدف، والنتيجة حتماً غير مُرضية، لأن التقدير لم يكن في موقعه!!

-والبعض منهم لا يبالون بإبليس البتّة، يتجاهلونه ولا يعترفون حتى بوجوده وقدرته على أذيّة البشر.

فمن منهم على حقّ إذن ؟؟؟

الحقيقة دائماً موجودة في الكتاب المقدس ،إذ نجد أنّ المسيح في بعض الأحيان كان :

١-ينتهر الشياطين ويُخرجها من الناس .

٢-وأحياناً أخرى كان يشفيهم دون أي ذكر للشياطين،

٣-واحيانا كان يُعيد سبب المرض إلى الخطيئة، ويدعو صاحبها إلى التوبة وعدم العودة الى الخطيئة، حتى لا يُصيبه أسوأ.

وعلى مثاله يعلّم الرسول بولس المؤمنين، أن يُعلِنوا الحرب ضد الخطيئة التي في داخلهم (رومية ٦)، وينصحهم بمقاومة مكايد إبليس (أفسس ١٠:٦-١٨).

لأن اعداء الإنسان هم :

-اللحم والدم(أي الجسد وشهواته، حبّ العالم، والكبرياء..) -والأشرار في هذا لعالم الفاسد.


تقول رسالة أفسس( ١٠:٦-١٢)

"أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. إلْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مع دَمٍ وَلَحمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ المُنتشِرة فِي الأجواء".
ومن هذا النصّ الكتابي نأخذ الحقائق التالية:

يمكننا أن نكون أقوياء فقط بقدرة الله، وأنّ سلاح الله هو الذي يحمينا، وأنّ صراعنا الحقيقي هو ضدّ أجناد الشرّ الروحية في هذا العالم.

تعطينا رسالة أفسس ١٣:٦ -١٨ الدواء الشافي، ألا وهو السلاح الروحي الذي به نُحارب وننتصر :

-فلا بدّ أن نثبت ممنطقين أحقّاءنا بالحقّ، ولابسين درع البرّ، وإنجيل السلام، وتُرس الإيمان، وخوذة الخلاص، وسيف الروح، بالإضافة إلى الصلاة بالروح.

فبعد أن نتسلّح بهذه الأسلحة، يجب أن نعرف الحقّ، ونؤمن به، ونتكلّم عنه.

واثقين بحقيقة أننا أبرار بسبب تضحية المسيح من أجلنا، ناشرين انجيله وكلمته المقدّسة، بغضّ النظر عن شراسة المقاومة التي ستواجهنا.

ثابتين في الإيمان، واثقين في وعود الله.
لنا ملء اليقين بخلاصنا، هذا اليقين الذي لا تستطيع أي قِوى روحيّة أن تنتزعه منا.

وعلينا أن نصلي بسلطان الروح القدس، ودائماً بحسب مشيئته.

فكما تعامل المسيح مع الهجمات المباشرة الموجَّهة إليه من ابليس عندما جرَّبه في البرية (متى ٤: ١-١١).

فقد واجه كل تجربة بكلمات الكتاب المقدّس وجاوَبه:
"مكتوبٌ".

فكلمة الله الحيّ هي أقوى سلاح ضد تجارب إبليس.

"خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ"
(مزمور ١١٩: ١١).

على مثاله يجب ان نأكل كلمة الله ونتنفّسها، لأننا بها نردّ على كل هجمات عدونا اللدود.

ولكننا لا يجب ان نتعدّى حدودنا في هذا المجال، فنحاول طرد شياطين لم نُعطَ سلطانا عليها من السُلطة الكنَسية، فيحدث عندها معنا كما حدث مع أولاد سكاوى السبعة (أعمال الرسل ١٩: ١٣-١٦).

فحتى رئيس الملائكة ميخائيل لم ينتهر إبليس بقوته هو، بل قال :
"لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ".

فلا نتحاور البتّة مع إبليس لأنه سيضلّلنا، كما فعل مع حوّاء القديمة (تكوين ٣: ١-٧).

لذا يجب أن يكون تركيزنا على الله، وليس على الأرواح الشريرة؛نشبع من حبّ إلهنا لنا، ونمجِّدهُ ونشكرهُ على عملهِ الخلاصي من أجلنا، أي نتكلم مع الله، لا مع الشياطين.

خلاصة القول، ما هي مفاتيح النجاح في الحرب الروحية؟

١- أن نعتمد على قوة الله لا على قوّتنا.

٢- أن نلبس سلاح الله الكامل.

٣- أن نتّكل على قوة كلمة الله ( الإنجيل)، (فكلمة الله هي سيف الروح).

٤- أن نصلي بمثابرة وقداسة، مقدّمين طلباتنا إلى الله فنقف ثابتين (أفسس ٦: ١٣-١٤).

٥- وأن نخضع لله؛ ونقاوم أعمال إبليس (يعقوب ٤: ٧)، عالمين أن رب الجنود هو حامينا.

"إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي مَلْجَإِي. فلاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيراً"
(مزمور ٦٢: ٢)



/الأب مارون غنطوس/

( أبرشية زحلة للروم الكاثوليك)

عضو الحركة الكهنوتية المريمية
كاهن مُفوّض من الأسقف بالتقسيم على الشياطين

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.