HTML مخصص
28 Jan
28Jan

يجب محاسبة كلّ رجل دين مسيحي (و كل راهبة) يعظ عن المسيح والحق والمحبة والإيمان والرّجاء والحرية والرّحمة والعدالة والتّضحية والعطاء والغفران والخدمة والطاعة والعفة والفقر و.. و.. و.. فيما هو فرّيسيّ معاصر منافق، دجّال ومنتفع من الثوب الكهنوتي الذي يرتديه ويسيء إليه إذ لا يرتقي بكلامه وسلوكه وأفعاله إلى مستوى المسؤوليّة التي يلقيها على عاتقه واجبه الإنساني وتلزمه بها رسالته الكهنوتيّة المبنيّة على هذا السّلطان المعطى له من الله وبقوّة الرّوح القدس، وبالتالي لا يعيش ويسلك وفق ما يعظ به.. بل على العكس، إذ يخون الأمانة - بفعل سوء سيرته كما أسلفتُ - ليصير حجر عثرة لهؤلاء الصغار إخوته من الرّعية المؤتمن على خدمتها ورعايتها وحمايتها من الذئاب الكاسرة !!!


وكلّ من يستفيض في شرح إحدى دُرَر معلّمنا ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح، وهي "تعرفون الحق والحق يحرركم".. ويرى بأم عينيه مظلومين، ويكتفي بالصّلاة على نيته فقط، من دون المبادرة إلى نيّتهم مساعدتهم لإنصافهم نصرة للعدل، فيحذو حذو ذاك السّامري الصالح، ولا يحرّك ساكناً... ويكمل مسيرته ويستمرّ في الوعظ والوعظ والوعظ والتوبيخ أحياناً، ويحذّر من الشّيطان وحبائله وحيله وأفخاخه ومغرياته.. فهو عميل خبيث خاضع للشّيطان الذي يحذّر الشّعب منه !

ونحن شهود على ذلك.. نحن الّذين نعرف حق المعرفة أنّ "الساكت عن الحق شيطان أخرس".. وهكذا، أكرّر، أن الكاهن السّاكت عن الحق شيطان أخرس !


كم وكم من البطاركة والمطارنة والكهنة والرّهبان والرّاهبات ومن العلمانيّين شركاء المسيح في كهنوته الملوكيّ، في المبدأ، يسكتون عن الحق ليصحّ القول في كلّ واحد منهم أنّه شيطان أخرس ؟؟؟!!!


هل أبالغ في كلامي أم أظلم مثل هؤلاء وقد كرّرت عبارة "شيطان أخرس" ثلاث مرّات ؟!


إذن... فليصمت كلّ من تستفيق في داخله غيرة الدّين العاطفيّة والغوغائيّة فينبري للردّ عليّ باندفاع وحماسة، ليتقيأ ال clichet الممجوجة، التي يستخدمها في غير محلّها: "لا تدينوا لئلا تُدانوا" !!!


نحن ما زلنا نتدرّج في مسيحيّتنا... ولو أننا أبطال المسيح حقاً، نكرز بملكوته مبشّرين باسمه ونكون حقاً تلاميذ المسيح ورسله، لكنّا مسحننا كلّ شعوب الأرض وأممها.. ولَكُنّا، على الأقلّ، استرجعنا أورشليم القدس، أرض المسيح له العزّة والمجد، من مغتصبيها، وهي نقطة انطلاق التبشير والعمل الخلاصي، ولَكُنّا استعدنا حقوقنا، بدلاً من أن نبرّر ضعفنا وعجزنا، بسبب فشلنا في عيش محبّتنا لبعضنا البعض، عملاً بوصيّة المعلّم الإلهي، مُكَرّسين وعلمانيّبن، ومن دون أن نفهم ما يجب فهمه في الإنجيل المقدّس كقول الرّبّ: "مملكتي ليست من هذا العالم" ونكرّر ما يقوله، بطريقة ببغائيّة بلهاء، (باستثناء من يستثمرون مواهب الروح القدس كما يجب ويفتحون له قلوبهم ويسلكون بالروح) ونعلن أن هدفنا هو أورشليم السماويّة وليس أورشليم الأرضيّة، فيما نحن الخطأة، نمعن في التعلّق بالأرضيّات وحطام هذه الدّنيا، والأخطر أن هذا ما يفعله بعض المكرّسين الضّالّين الذين يصيرون حجارة عثرة لغيرهم.. ولا حاجة بنا للتفسير والاستفاضة أكثر !!!


كفانا... كفانا.. كفانا... !



/سيمون حبيب صفير/


٢٠٢٤/١/٢٧

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.