HTML مخصص
25 Nov
25Nov



الحجاب عمل سحر على شكل كتابة غير مفهومة وطلاسم، تُلَفّ بقطعة قماش.

ويصنع الساحر الحجاب بعد مخاطبة الأرواح الخبيثة المسخَّرة لخدمته.
وهو يدّعي أنّ الحجاب يتمّم رغبة الشخص الآتي إليه لفتح الرزق وتسهيل الأمور والحماية.

لكنّ الحقيقة هي أنّ الحجاب هو عمل أذيّة لا تُعرَف ماهيّتها ولا مداها.

فهناك دائمًا شرّ يصيب حامل الحجاب، في نفسه وروحه وعقله وجسده وصحّته وعمله ورزقه وماله وتنقّلاته وعلاقاته وأسرته وزواجه.


ويصدر الشرّ عن الحجاب بطريقتين: فالكتابه التي في الحجاب تسلّط على حامله روحًا خبيثًا يرافقه ويعمل ليل نهار على أذيّته، وتكون قوّة الأذيّة التي في الحجاب على مقدار قوّة الشرّ الكامنة في ذلك الروح الخبيث، فالأرواح الخبيثة تتفاوت قوّتها على فعل الشرّ.

والطريقة الثانية هي أنّ المادة المكوَّن منها الحجاب تحمل بحدّ ذاتها شرًا وقدرة على الأذيّة، بفضل شحنة الشرّ التي يُحمِّلُها إيّاها الساحر.

وهذا ممكن لأنّ المادة ليست دائمًا محايدة، ويمكن شحنها بطاقة شرّيرة، فتصبح المادة نفسها سبب الأذيّة.


لهذا الحجاب هو نقيض المواد التي يباركها الكاهن، لتحمل بركة من الروح القدس.

فعند مباركة الماء أو الزّيت، تحلّ فيها قوّة وفاعليّة الروح القدس، للتّقديس والصحة والحماية وإبطال السحر وطرد الشياطين.

والمواد المباركة والذّخائر من مقام قدّيس، تحمل بركة ذلك القدّيس، وفعلها دائمًا غير منظور، لكنّها أحيانًا تفعل فعلها بقوّة وبشكل منظور، وتجري بواسطتها الآيات والأشفية وإبادة السحر وطرد الشياطين.

لهذا ليس في المسيحيَّة حجابات، وليس هناك أيّ شيء نحمله فيحمينا بطريقة أوتوماتيكيّة، كما يزعم السحرة.

نعم، نحن نحمل الأيقونات والمسابح المقدّسة، وثوب الكرمل، وغيرها، لكن من الجهل الإعتقاد أنها تعمل أوتوماتيكيًّا مثل "حجاب".

والصحيح هو أنّ المواد المقدّسة التي نحملها، من أيقونات وذخائر وسواها، تحمل بركة وقوّة وفاعليّة الروح القدس والقدّيسين، وتلك البركة حاضرة دائمًا، وتفعل فعلها بحسب حكمة الله وحسن تدبيره، وبشفاعة القديسين الذين تمثّلهم، وفقط متى شاء الله ذلك.

ولهذا، على حامل المسبحة أو ثوب الكرمل أو الأيقونة العجائبيّة أو سواها، أن يتلو صلواتها ولا يكتفي بحملها، بالرغم من وجود البركة فيها.


والأمر نفسه ينطبق على "صلاة قبر يسوع المخلِّص"، فهذه ليست "حجابًا"، ولا يجب أن نحملها معتقدين أنها تفعل مثل "حجاب".

ويجب الآمتناع عن تسمية صلوات الحماية "حجابًا" كقولنا "حجاب القديس أنطونيوس"، فهذه تسمية مغلوطة.

فصلاة القدّيس أنطونيوس هذه لا تُجدي أن نحملها، ولا تفيد إلّا بتلاوتها.

ويجب تجنّب إستعمال عبارة "حجاب" أو "حِرز"، لأنّ ضعاف الإيمان سيعتقدون أن الحجابات معترَف بفائدتها في الكنيسسة، وإن لم يجدوا فائدة ملموسة من "جحاب قبر يسوع"، مثلًا، سيذهبون إلى ساحر ليعمل لهم حجابًا حقيقيًّا.
وتكون هناك الطامة الكبرى.


/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدام الرب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.