HTML مخصص
18 Feb
18Feb


تيلي لوميار/ نورسات

أطلق الأب الياس كرم اليوم صرخة إلى المسؤولين في لبنان في ظلّ ما يتخبّط به من أزمات، من أجل التّكاتف والتّعاضد والتّعاون، فكتب :

"تطلّ علينا يوميًّا بيانات وبيانات مضادّة وتصريحات وتصريحات معاكسة تروّجها وسائل التّواصل الاجتماعيّ ووسائل الإعلام، منها الممهور بإمضاء ومنها ميتّم التّوقيع، ويبدو أنّ لكلّ بيان خلفيّاته وأجندا يروَّج لها، والنّتيجة واحدة: هلاك هذا الشّعب والقضاء عليه.
إخواني أبناء هذا الوطن الأكارم، يبدو أنّ المسؤولين على البلاد والعباد في وطننا الحبيب يتلهّون بجنس الملائكة، لغاية في نفس يعقوب، والكلّ حاليًّا مطلوب منه الاهتمام بلقمة عيش المواطنين وتلبية حاجاتهم الطّبّيّة والتّربويّة والاجتماعيّة في زمن هاجمنا وباء فتّاك عرفنا مصدره ونشأته لكنّنا لا نعرف نهايته. نحن مدعوّون في زمن التّناطح السّياسيّ أن نتكاتف ونتعاون في الوقت الرّاهن لمعالجة الأزمات الّتي يتخبّط بها أبناؤنا الأحبّاء، فالوقت ليس للمناكفات والمزايدات والتّكابر والتّعاطي باستعلاء وتدفيع المواطن ثمن مشاحنات الأوصياء على المعوزين والمقهورين وفقراء الحال الّذين هم سادتنا، كما يعلّمنا كبار الأتقياء والعلماء. الوقت غير ملائم للمزايدات وتنفيذ مخطّطات غريبة عن وطنيّتنا، الأيّام تتدحرج علينا بمخاطر شتّى، والكلّ يسعى وراء حفنة من المناصب والمغانم لكي يبقى زعيمًا على القبيلة والعشيرة، وسيّدًا على مزرعته، حتّى على حساب أخيه في المواطنة، وأخيه في الإنسانيّة. الكلّ يتلطّى وراء أخطاء الآخرين ولا من أحدٍ ينظر الخشبة الّتي في عينه.


أيّها اللّبنانيّون ، كلٌ في موقعه، التّاريخ لن يرحم والله عزَّ جلاله سيحاسبنا، ليس على ما قمنا به إنّما على الأمور الّتي كنّا بالإمكان إنجازها وتغاضينا عن إنجازها في سبيل النّكد والنّكد المضادّ. نحن مدعوّون لنعي الأخطار الّتي تحيط بنا ومن كلّ حدب وصوب، فإذا لم نبادر إلى لمّ الشّمل والتّكاتف والتّعاضد والتّعاون، فعلى لبنان السّلام.


أرضنا أعطتنا الكثير ولم تبخس علينا بالغالي والنّفيس فأقلّه نكون اليوم في ظلّ الظّروف الحرجة أوفياء لأبنائنا بدون مزايدات من هنا أو هناك، ولا تستقيم الأمور إلّا بالحوار والتّفاهم والتّواضع والتّلاقي والتّضحية في سبيل مصلحة الوطن العليا ومصلحة البشر قبل الحجر، فالتّاريخ لن يرحم والبشر لن يغفوا على ضيم. سارعوا أيّها المسؤولون في لبنان لإعلاء شأن المصلحة العامّة الّتي هي فوق كلّ اعتبار، وكفّوا عن المزايدات دون أيّ استثناء من أجل وحدتنا الّتي هي بتنوّعنا وبذلك نستطيع أن نواكب هذه المرحلة بأقلّ ضرر ممكن. أنظروا إلى المصابين بجائحة الكورونا والّذين فقدوا حياتهم نتيجة الإصابة بها، وانظروا إلى المنكوبين والمشرّدين والجرحى والمرضى واليتامى والّذين في الضّيقات والأحزان، لاحظوا تضحيات الطّواقم الطّبّيّة، شغّلوا ما تبقى من ضميرٍ في كيانكم، لقد تعبنا ونحن محبطون، أوجاعنا كثرت وخسرنا الحبيب تلو الآخر، لا رجاء لنا إلّا بالله القادر على كلّ شيء، سارعوا إلى تأمين اللّقاح لكلّ النّاس بدون تمييز أو تصنيف، أعيدوا للنّاس أموالهم المنهوبة وحقوقهم المادّيّة، ارحمونا وارحموا أنفسكم حتّى يرحمكم ويرحمنا الله، والسّلام."


أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.