HTML مخصص
19 Jan
19Jan

أخجل من نفسي، حضرة النائب ملحم خلف العزيز، إذا قلت لك، وعلى سبيل المجاملة: نحن معك! إذ أرفضُ المسايرة والمداهنة ورصف الكلام المعسول الذي لا يخلو من المحاباة وأحياناً النفاق !


بعد سنة من تجربة اعتصامك داخل مجلس النواب، أراك تعلن: "إطلاق المواجهة المدنية ضد الإنقلاب والإنقلابيين واللاشرعية"..

لذلك، وإذ نؤيدك نحن الشرفاء التائقين إلى بناء دولة تليق بنا ونليق بها في وطن سيّد حرّ ومستقل، أقترح عليك أن تبادر إلى إطلاق التعبئة الروحية ودعوة كل اللبنانيين ولا سيما أبناء الكنيسة، وعبر الرعايا وجماعات الصلاة والحركات الرّسولية.. لتنظيم لقاءات حول مجلس (وفي داخله) لرفع صلوات متواصلة إلى الله القاضي الدّيان، لكي يمنحنا السلام ويلهم نواب الأمة اللبنانية لينتخبوا رئيساً لبنانياً مسيحياً مارونياً لا غش فيه، على أن يتم مناقشة هذه المبادرة مع البطاركة وفي مقدّهم غبطة أبينا البطريرك بشارة الراعي، ومن المفيد أن ندعو كهنة لتلاوة صلوات التقسيم في أثناء اللقاءات المتكرّرة وذلك لطرد الأرواح الشريرة من المجلس ومن النواب الذين لا يحقّقون مشيئة الله بل مشيئة أسيادهم الأرضيين وبالتالي لا يعملون لخدمة لبنان وشعبه كوكلاء أمناء.. بل على العكس إذ يمعنون في طعن الدستور في صميمه ويتمادون في الإساءة إلى الشعب الرازح بغالبيته تحت نير الإذعان والخضوع والتصفيق الغوغائي لأمراء الحرب الفاسدين الذين تقاسموا المناصب والحصص والمغانم.. ليستمر التقهقهر وتفكك الدولة وتداعي الجمهورية وتزعزع مؤسساتها الدستورية.. على أيديهم !


لن يخلص لبنان إلا بالارتداد والتوبة والصلاة التي تحرك يد الله ليجترح أعجوبة إنقاذ لبنان المنتظرة !


حضرة النائب ملحم خلف العزيز، أيّها الصابر المعتصم، منذ سنة، إلى جانب زميلتك نجاة عون صليبا داخل المجلس التشريعي الذي يفترض أن يمثلنا خير تمثيل، فيما يسوده الظلام، وهو الذي تضيء فيه شعلة متّقدة بقوة إرادتك الصلبة، تطرد بها هذا الوحش الأسود.. أنصحك بتلقّف مبادرتي التي أضع نفسي في خدمتها، فنتعاون لإنجاحها.. وتكون أنت المبادر الأوّل، وكن على ثقة أن كل المؤمنين الغيارى على مصلحة لبنان سيلبون النداء من كلّ حدب وصوب، ليشهد العالم بأسره الحدث الجميل المبارك من السماء !



أضع في عهدتك هذه المبادرة الوطنية - الروحية - الإنسانية، التي، إن باركها غبطة أبينا البطريرك الراعي، فلا بدّ من أن نقطف الثمار الطيبة، بعد أن فشلت المحاولات السياسية المتكرّرة لانتخاب رئيس نفتخر به افتخار أرزة لبنان الخالدة به... وافتخار الله وأهل السّماء به !!!


فلنبادر ونتعاون لما فيه خير لبنان "وقف الله"... لبنان الذي وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني بقوله: "لبنان أكثر من وطن إنه رسالة" !


مسؤوليتنا الوطنيّة المسيحيّة الإنسانيّة تحتّم علينا الارتقاء بعملنا إلى مستوى هذا الكلام النبويّ، وإلى مستوى رسالتنا في هذا الشرق وإلى مستوى الدور المطلوب منّا كموطنين أحرار أسياد قرارنا، مُستلهمين ما يقوله هذا البابا القدّيس الذي نحب ونطلب شفاعته، والذي لا بدّ من استلهام ما قدّمه إلينا في السينودس الشهير: رجاء جديد للبنان، على أن نذكّر اللبنانيين به ولا سيما هذا الجيل الجديد لاستثماره خير استثمار وبلورة أفكاره كما يجب.. خدمةً لوطننا الجريح !




/سيمون حبيب صفير/




١٩ - ك٢ - ٢٠٢٤

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.