HTML مخصص
12 Feb
12Feb

وُلد هذا القدّيس في قيصريّة فلسطين في أواسط القرن الرابع.

ومنذ صغره هجر وطنه وذهب إلى القفر يسير في طريق الكمال بالنسك وممارسة الفضائل، فمنحه الله موهبة الآيات وصنع العجائب.

وعاش في تلك الخلوة خمساً وعشرين سنة، عيشة ملائكية.

فدفع عدو البشر إحدى النساء الساقطات لتغريه فذهبت إليه وأخفت زينتها في صرة وإرتدت ثياب المتعبدات وجاءت تطرق بابه في ليلة إشتدَّ فيها المطر وطفقت تستغيث به ليقبلها ويؤويها ولا يدعها فريسة للوحوش في ذلك الظلام الدامس.

ففتح مرتينيانوس باب صومعته ورأى تلم المرأة بهيئتها الرثَّة فرقَّ لها وأدخلها وأوقد لها ناراً وأعطاها ثمراً لتأكل وإعتزل في منسك قريب قضى الليل فيه بالصلاة.

ولمّا لاح الفجر، ذهب إلى تلك المرأة ليصرفها، فرأى أمامه إمرأة تتلألأ حسناً وزينة فوقعت من نفسه، لكنَّ نعمة الله سندته فأدرك فظاعة الإثم ورفع عينيه إلى السماء وأضرم ناراً أدخل رجليه فيها فإنتصر على التجربة.

ولدى هذا المشهد تأثرت المرأة جداً فنزعت ثيابها الثمينة وإرتدت خلقانها الرثة وجثت باكية على قدمي القدّيس طالبة الصفح والغفران، واعدة بأن تمضّي عمرها بالتوبة، فأوعز إليها بأن تذهب إلى دير في بيت لحم تحت تدبير القدّيس باولا.

فذهبت ومكثت إثنتي عشرة سنة، ممارِسةً أفعال التوبة الشاقَّة.
ثم رقدت بالرب.
أمّا مرتينيانوس فمَا زال الشيطان يلاحقه بالتجارب حتى ألجأه إلى الهرب.

فتاهَ على وجهه في كل مكان، يزور الكنائس ويعيش من الإستعطاء.

ووصل إلى أثنا، حيث عرف بدنّو أجله، فدخل الكنيسة، وبينما كان يصلّي مستعداً لملاقاة ربّه، جاء أسقف المدينة بإلهام الله، يعزّيه ويشجعّه.

وبعد أن تزوَّد الأسرار المقدّسة، رقد بالرب في أواخر القرن الرابع.

صلاته معنا. آمــــــين!


#خدّام الربّ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.