HTML مخصص
صلاة الإبن الضّال (لوقا ١٥ : ١١-١٢)
إعلان خاص

أبتِ!
هاءنذا عائدٌ إليك
والغُربةُ على وجهي
وفي عينيّ بُعاد، ويداي فارغتان.


أعلمُ أنك لن تسألني أين كنت
وكيفَ بدَّدتُ عُمري
ولماذا أنا مُتعَبٌ وحزين
وعاجزٌ عن الكلام.


ولن يخفى عليك تردُّدي
وقلقي وخجلي وهزيمتي وذُلّي
ومَيلي إلى الابتعاد
ورغبتي الدّفينةُ في البُكاء
رُغم أنّ الدّموعَ قد جفَّتْ في عينيّ
مُذ تغرّبتُ، وغَلبني الجفاء.


وأعلمُ أنكَ من بعيد
قبل أن تراني
سيتحرّكُ في أحشائكَ حنين
ورغم حالي المثير للشفقة
ستنهضُ لملاقاتي
وتُلقي برأسك على عنُقي
وقَبْلَ أن أبوحَ لك بذنبي
وقبل أن استغفرَكَ وأقبّلَ يدَيك
ستُسكِتُني بقبُلاتِ حنانكَ
كأنكَ تقولُ لي إنّ المحبّةَ أقوى
وإنّ رحمتكَ تَغمُرُ كلَّ شيء
وإنك قد غَفرتَ كلّ شيء،
وإنك لا تُريدُ أن تُفسدَ لحظة اللقاء
بالحديثِ عمّا مضى، وإنَّك فقطتُريدُ أن تقول لي:
"يكفي أنكَ هُنا... لقد طالَ انتظاري يا بُنيّ..."


عندها سأرى في عينيك
دمعةَ فرحٍ مُفاجئ، دمعةَ شوقٍ قديم
أعرفُ بَريقها من سنين
وبصمتِ لُهاثِ أنفاسِكَ
ودقّاتِ قلبكَ المـُتسارعة
أسمعُكَ تقولُ لي: "إنّي لا أذكُرُ شيئًا
سوى أنّي أحبّك...
أحبّك... يا بُنيّ..."

/من كتاب الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

"لترتفع صلاتي"، ص ٢٠.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.