HTML مخصص
صلاة إسترحام إلى الله لإستئصال جائحة الكورونا وكل الأوبئة


( مأخوذة من كتاب الأفخولوجيون الكبير، وألّفها آباء الكنيسة القديسون).

يمكن للجميع تلاوتها، كهنة ومؤمنين.


أيها السيد الرب إلهنا ، ينبوع الرأفات الذي لا يفرُغ، ولجة التعطفات التي لا قرار لها، وغمرة طول الأناة والصلاح التي لا حدَّ لها.

يا من بعظيم محبتك للبشر، تجلب الحين بعد الحين على الجنس البشري ما يلائمهُ من الضربات والعقابات، وذلك لكي تكبح جماح طبيعتنا الكثيرة الجنوح الى الخطيئة، وتلجمها بخوفك الإلهي كبلجام، حتى لا يثور ثائرها على الصورة الالهية، ولا تثلُم شرف النفس.

اليك نتضرع أن تردَّ عنّا سيف الموت الحادّ الرهيب، المجرَّد على طبيعتنا، حتى لا تجعلنا اذلاّء اكثر من سائر الامم، ولا تُسلمنا الى الاهانة عند اعدائنا العقليين والحسّيين.

فإنّ المُدن قد فرغَت، والاسواق قد تعطّلَت، واكثر الاحتفالات الشريفة، والخِدَم المنيفة، واقوال التسابيح الالهية، قد صمتَتْ، او كما يقول الكتاب "بيوت عظيمة وجميلة قد خربَتْ وبقيَتْ بغير ساكن".

عرّانا الخوف والرعدة، وغشيَتنا ظلمة الموت الرهيب الدامسة. فصرنا ايها السيد، غير قادرين ان نقوم كما هي العادة، ببكاء الاقارب المائتين، وذلك لاننا نحن انفسنا على شفير الموت، ومحتاجون الى مَنْ يبكوننا ويدفعوننا الى القبر العام.

حتى ان الظاهرين منّا بكونهم أحياء معافين، ليسوا هم على يقين من الحياة فيما بعد.

ونظراً للخوف الحاصل لنا من هذه الضربة الرهيبة، أمسَيْنا عديمي الثقة حتى بانفسنا ايضاً.

وذلك لانّ كلاً منّا بتصوُّرهِ شبح الموت امامه، يظنُّ نفسه مصاباً بالوباء، وهكذا يموت قبل حلول الموت من شدة خوفه منه.

هذا هو جزاء شرورنا.

هذه هي العاقبة اللازمة عن اعمالنا الشريرة الدنِسة.

هذه هي النتائج الوخيمة من دعارتنا وظلمنا وعدم برِّنا بايماننا.

هذا هو التنين المثلث الرؤوس، قد غرزَ فينا أنيابه المرّة، فأَنزَلَ بنا الفساد، وهذا الموت الاغتصابي.

فلهذا يقول الكتاب: يأتي غضب الله على اولاد المعصية.

من هنا، قد أمْسينا غير قادرين ان نرفع نحوكَ عيوننا العقلية، ولا ان نصلّي اليكَ صلاةً نقية، ولا ان نستمدَّ مراحمكَ الغنية.

وذلك لانّ كلاًّ منّا قد أمسى منحنياً من ثقل ضميره، كأنه مقيَّد بسلاسل حديدية.

لكن انتَ لا تُسلمنا الى النهاية من اجل اسمك القدوس، ولا تَنقُض عهدكَ كي لا نُحرم نحن الاشقياء الوقت اللازم للتوبة والرجعة.

هذا، وإنّا نعرف اننا كثيراً ما وعدناك بالتوبة ولكننا كثيراً ما كذبنا، ولهذا فقد حكمتَ علينا بالقطع، على مثال تلك التينة العادمة الثمر.

ولكن عُد ايضاً وايضاً ايها الحَرَّاث المُحبّ البشر، وكن طويل الاناة علينا، فانك انتَ لا تريد موت الخاطئ الى ان يرجع ويحيا.

وانت الذي امرتنا بان نترك الخطايا لاخوتنا سبعين مرة سبع مرات.

وانت القادر ان تقيم اولاداً لابرهيم من الحجارة العادمة الثمر الصلدة.

وغير المستطاع لدى البشر هو مستطاع لديك وحدك ايها السيد المحبّ البشر.

لكي يتمجّد فينا الى جيل فجيل، اسمكَ الكليّ قدسهُ، ايها الآب والابن والروح القدس الآن والى الابد الآبدين. آميـــــــن.

#خدّام الرب

أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.