HTML مخصص
23 Dec
23Dec


نُحيّيكِ يا مريم، يا والدةَ الإله الكنزُ الذي يُكرمه الكونُ بأسره، والنّورُ الذي لا ينطفئُ أبدًا، إكليلُ العذارى وصولجانُ الحقّ الأكيد،والهيكلُ الذي لا يُنقَض، وملجأُ الذين لا ملاذَ لهم.



نُحيّيكِ أيّتها الأمّ والعذراء، يا من أويتِ في حشاك البتوليّ من هو غيرُ مَحدود، وبفضلكِ أتى إلينا المـُباركُ ابنُ الآب.


بفضلك، الثّالوث الأقدس يُعبَد ويُمَجَّد والصليب الثمين يُحتفَى به ويُكرَّم في المسكونة بأسرها.


بفضلك، العالمُ أجمع الذي وقع في غواية الأصنام عاد إلى معرفة الحقيقة ونالَ مَغفرةً ورحمةً بزيتِ المعموديّة المقدّسة.


بفضلك رُفعت الكنائس فوق ظلُمات العالم والأمم الوثنيّة إرتدّت إلى الإيمان.


بفضلكِ، الإبنُ الوحيد أشعَّ بنورهعلى الجالسين في الظلمة وظلّ الموت.


بفضلك تنبأ الأنبياء وأعلنَ الرُّسلُ الخلاص لجميع الأمم.


مَن هو، يا تُرى، أهلٌ لأن يُشِيدَ بتمجيدكِ، يا مَن هي أمٌّ وبتولٌ معًا؟
ويا للعجَب، فهذه المعجزة تملأُ نفسي بالدَّهَش.


لقد شاء إبنُكِ أن يبنيَ بنفسه، في حشاكِ، مقامه الخاص، فَرَفعَكِ، أنتِ أمتَه، إلى مرتبةِ كرامةِ والدته المـُطوَّبة.


لهذا يتهلّلُ الكونُ فرَحًاوالخليقةُ بأسرها تُعلِنُكِ والدةَ الإله.



/القدّيس كيرلّس الإسكندريّ/

من كتاب الأب أنطوان يوحنّا لطّوف، "لترتفع صلاتي" ص ١٣٣.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.