HTML مخصص
23 Nov
23Nov

عاد يسوع إلى بلدته الناصرة في وجه لم يعتادوا عليه أهلها وفي دور لم يألفوه، لذلك لم يقبلوه.

خرج منها نجّاراً وعاد إليها معلّماً، خرج منها إبن النجار يوسف وعاد إليها نبيًّا، خرج منها ضعيفاً وعاد إليها قوياً - عظيماً يصنع المعجزات في كل مكان وصل إليه، إلّا في الناصرة لأنّ أهلها لم يتجاوزوا في معرفتهم يسوع الوجه البشريّ له والعلاقات الإجتماعيّة المبنيّة على المصلحة والسطحيّة وفي كثير من الأحيان على معرفة عمياء لا تتخطّى القشور.

كيف نرى نحن اليوم يسوع؟ هل هو خلاصنا وحامل ملكوتنا؟ أم أنّه من مشاهير هذا العالم وحكمائه فقط؟

هل نتجاوب مع دعوته كي نكون حقًّا تلاميذه؟ أي أنّنا عقدنا العزم والعزيمة وإتّخذنا قراراً لا عودة عنه أن نعتنق كلامه دون أي تحفّظ؟ أم أنّنا ندخل إلى الكنيسة لتتميم واجبات ليس إلّا؟ فنخلع عنّا إنسان العالم وندخل إلى هيكل الله ملائكة وعندما نخرج نعود ونلبس هذا الإنسان دون أي تغيير جوهريّ؟

هل نحن من المؤمنين الذين حلّ الخلاص في نفوسهم وبيوتهم وعائلاتهم؟ أم أنّنا ننتظر مسيحاً آخر أو وقتا آخر أو عالما آخر؟

هل نستطيع أن نُخضع إرادتنا ونفسنا له؟ أم أنّنا لم نتمكّن حتّى الآن من تخطّي حاجز المعرفة السطحيّة والإيمان الموروث والأفكار الشائعة والأنشطة الفارغة من الجوهر؟

لن يدخل يسوع حياة إنسان متحجّر منتفخ من ذاته، لن يكون في شراكة مع عقل متمرّد يكتفي بدعوته لكي يقدّس في حضوره حياة مفطورة على العصيان.

لم يصنع يسوع المعجزات في الناصرة لأنّ أهلها لم يؤمنوا به.

إنّ المعجزة تحصل عندما يتغيّر القلب ويتحوّل من سلطان الظلمة إلى مملكة النور (كولوسي ١/١٣).

عندها يدخل يسوع القلب ويصبح موطنه ومسكناً له بالحب والإيمان والرجاء.

نهار مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.