HTML مخصص
30 May
30May

لا زال المساكين في الأرض يعيشون، وفي العراء يَسكُنون، وخبز الجوع يتقاضون، وعلى أبواب المستشفيات يموتون... لا زالوا ينتظرون رؤية يسوع... لا زالوا ينتظرون المخلص.

ينتظرون من يبشّرهم أنّ المدارس فُتحت لأبنائهم مجاناً وإلزاماً، وُفرص العمل بإنتظارهم لتحريرهم من العوز والفقر.. ينتظرون المساكن اللائقة بكرامتهم البشريّة ... ينتظرون "الضمانات" الإجتماعيّة لحماية مداخيلهم وتحويل "أخطارهم الفردية" إلى "أخطار جماعيّة".

بكل الأحوال ينتظرون من يناديهم بأسمائهم ليصل الكفوء منهم إلى مراكز القرار، والموهوب بينهم إلى دائرة الأضواء، والمستحقون جميعهم إلى سماع هتاف سماوي يقول لهم:

"تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد إليكم من قبل إنشاء العالم.."
(متى ٢٥ /٣١)

لا زال الأسرى في السجون والزنزانات والأنانيات ينتظرون ساعة الفرج، لحظة تحريرهم من قبضة الموت، من اليأس... من قوى الظلم، أتباع الظلام، عبَّاد الموت... ينتظرون العدالة من السماء ليتحرروا أفراداً وجماعات من عبودية الشر، من نير الغضب، من القلق المضطرب، من أنواع الظنون، من الغلاظ الاشرار، من المشاكسين، من المضايقات والاتهامات والمحاكمات.. لتكون لهم"الحياة وتكون وافرة" (يوحنا ١٠ / ١٠)، وليكون لهم "الفرح ويكون كاملاً" (يوحنا ١٦ / ٢٣).


يا رب أنت تعلم أننا مساكين نسير على وجه الارض، ننتظر رؤية وجهك القدوس لتحررنا من أسرنا، لتعيد لنا النور كي نتحرك بهديك، أنت النور الأزلي، أنت الصديق الصالح الوفي، حررنا من القهر الذي أفقدنا فرح العيش، فأنت تعزيتنا وبهجة قلوبنا التي لا تتبدل في كل الاحوال... وفي كل الأحوال معك تحضر النعمة وفي طمأنينة نقول:
"لن نتزعزع الى الأبد"
(مزمور ٣٠ / ٧). آميـــــــن.

نهار مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.