HTML مخصص
06 Nov
06Nov

كان رجل يعيش في غابة، وكان يشعـر أنّ الصلاة واجب عليه قبل الأكل وقبل النوم، وهكذا كان يُكرِّر بعض الصلوات التي كان قد تعلَّمها، وهو لا يعلَم ماذا تعني هذه الصلاة؛ كان يحفظ ويُردِّد الكلمات فقط، ويظن أنه بهذه الصلوات يكسب رضى الله، وكان يعتمد عليها لحمايته من غدر الزمان.

وفي يوم كان يتمشى في الغابة، فشاهـد شجـرةَ جَوْز كبيرة ومليئة بالجوز، فتمنى أن تكون صلاتـُــه شجرةً كبيرة مليئـة بهذا الجوز فيراها الله، ويُقدِّر تعبه وكدَّه في الصلاة.

وقرَّر أن يضع حبةَ جوز داخل وعاء في كل مرة يتلو فيها صلاته، وذلك لكي يستطيع أن يُري الله عدد صلواته.

وهكذا كان يعمل سنة بعد سنة، إلى أن أصبح عنده كمية هائلة من الأوعية الملآنة بالجوز.

وكان كلَّمـا زادَ عددها، زادَت طمأنينته وأصبح لديه إكتفاءً بنفسه أكثر فأكثر، وتخيَّل أنه بهذا قد ضمِن الله إلى صفه، بسبب كثرة صلواته!

بعد فترة قصيرة رأى حُلمًا، وإذا بالرب يسوع واقف أمامَه يسأله:

”ما كل هذه الجرار الملآنة بالجوز؟“
أجاب الرجل:
”كل حبَّة جوز ترمز إلى صلاة“.

قال يسوع:
”خُذ مطرقة، وحطِّم حبَّات الجوز الواحدة تلو الأخرى“.

وهكذا فعل الرجل حالما سمع الأمر من الله، ويا لدهشته حينما وجد أن لُب الحبَّة قد يَبس.

وعندما إنتهى من تحطيمها جميعًا، لم يبقَ أمامه سوى كومة كبيرة من القشور الفارغة.

وعندئذٍ قال لـه الرب يسوع:

”إنّ صلواتك هي أيضاً فارغة كهذا الجوز.

فعندما كنت تُصلِّي، كنت تُردِّد كلماتٍ تعلَّمتَها في صِغـرك، ولكنَّ قلبَك لم يكن يعنيها البتة.

إنّ الصلاة الحقيقيّة الحارّة، والتي لها تأثير ومعنى، هي التي تأتي من القلب وليس من الشفاه، فهل كنت تعتقد أنك سوف ترشي الله وتأخذ رضاه من كثرة صلواتك التي تُردِّدها بلا أي معنى!"



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.