HTML مخصص
08 Nov
08Nov

ليس معنى هذا أن المسيح لا يصلى من أجل العالم، لأنه، يصلي من أجل العالم الذي سيؤمن به. وكذلك على عود الصليب، يصلى من أجل صالبيه ولكنه خصّ بالصلاة هنا تلاميذه، بسبب ما سوف يتعرضون له، دون غيرهم، من اضطهاد ومتاعب نتيجة وقوع مسئولية الكرازة عليهم، واحتياجهم لمستوى أعلى من المساندة.
يعلن مساواة الابن للآب في ملكية كل الخليقة، أي أن المسيح هو الله. المسيح ممجد في تلاميذه بحفظهم وصاياه، ثم في كرازتهم باسمه.


† أخي الحبيب، إن تمجيد اسم المسيح وإعلانه، لم يصر مسئولية التلاميذ وحدهم، بل مسؤولية كل أولاد الله.

فعلينا إذن مهمة عظيمة، وهي تمجيد اسم المسيح أمام كل من حولنا.

ولن يتأتّى هذا إلا بعملنا بوصيته، وتوبتنا الدائمة، وجهادنا ضد شهواتنا، فيختفى إنساننا العتيق ويظهر عوضا عنه مسيحنا الساكن فينا.
أي انتهى وقت وزمن رسالتى وعملى على الأرض، أما هم فلا زالوا باقين، وسوف يقابلون الكثير، وعليهم أيضًا إبراز وتمجيد اسمى، وإكمال ما بدأت من كرازة.

ولهذا، أسأل أنا أيضًا من أجلهم أن تحفظهم من الشر، ومن العالم الذي سوف يواجهونه، ومن كل ما ينتظرهم.

"في اسمك": كناية عن قوة الله وعنايته، كما يقول الحكيم: "اسم الرب برج حصين، يركض إليه الصّدّيق ويتمنَّع"
(أم ١٨: ١٠).

† "ليكونوا واحدا": أي اتحاد على مستوى المحبة القلبية والفكر والهدف، بلا خصومة أو فرقة.وما أحوج الرعاة والخدام لهذه الطِلْبَة الآن، فسلام الكنيسة والمخدومين أساسه محبة الخدام ووحدة فكرهم. وما أحوج الكنيسة أن تصلى من أجل رعاتها، حتى يحفظهم الله من حروب الفرقة والتحزب.

"كما نحن": رغبة المسيح في أن يكون كمال الاتحاد بين التلاميذ، كما هو بين الآب والابن.

"حين كنت معهم... فإنى آتى إليك": ترتبط الآيتان وتكملان المعنى الواحد.

أي أثناء وجودى، كان التلاميذ في عهدتى، ولهذا حفظهم تعليمى وإرشادى ومتابعتى لهم.

أما وقد أتى الوقت الذي سأترك فيه العالم، فإننى أعيد مسؤولية الحفاظ عليهم لاسمك أيها الآب.

وها أنا أصلى بهذا أمامهم، ليكون لهم الفرح والثقة في استمرار الرعاية الإلهية لهم، أمام ما سوف يأتي به العالم عليهم من ضيق واضطهاد.

"ابن الهلاك": إشارة واضحة ليهوذا. وأسماه الرب بهذا الاسم، لتوضيح إرادة يهوذا الشريرة، أنه هو من استحق الهلاك، ولم يستفد من رعاية المسيح الحافظة لباقى التلاميذ.

"ليتم الكتاب": كما ذَكَرَتْ النبوات في الكتاب المقدس (مز 41: 9؛ 109: 8) عن خيانة يهوذا، ورفض الله له.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.