HTML مخصص
07 Apr
07Apr

ورد لقب "إبن الإنسان" أكثر من ٨٠ مرة على لسان يسوع فهو الأحب على قلبه، لأنه يختصر رسالته المتصلة بفداء الانسان، وتبني قضية الإنسان المعذب والمريض والمظلوم والمحكوم عليه بالموت...

فهو إبن الأعمى والأبرص والمخلع والمريض والمائت من لعازر إلى آخر إنسان في هذه اللحظات مطروح على فراش الموت.

لذلك تعرض للسخرية من الكتبة الفريسيين والشتم والجلد والقتل، فقط لأنه تبنى قضية الإنسان المعذب والمظلوم وانتصر لها بدمائه التي أهرقت فداء لهذا الانسان على الصليب.

وأتباع يسوع تبنوا القضية ذاتها على مر التاريخ ونالوا أيضا السخرية والشتم والجلد والموت...

في الحادي عشر من شهر نيسان عام 2000، إعتقلت السلطات الصينية القس "لي ديكيان" بتهمة التبشير المسيحي المحظور.

لم يكن السجن جديداً على خادم الرب القس "لي" إذ كانت هذه المرة الثالثة عشر التي تعتقله فيها حكومة الصين، وفي كل مرة كانت السلطات تعتدي عليه بالضرب والتعذيب، ثم تطلقه مهددة إياه ألا يبشر فيما بعد.لكن القس "لي"، لم يتوانَ عن خدمة الرب باستمرار.

لكن هذه المرة وُضع "لي" في زنزانة إنفرادية وربطت السلطات قدميه بسلسلة ثقيلة في أرض السجن ويديه بسلسلة حديدية، ومن ثم استخدمت سلسلة ثالثة لربط قدميه بيديه بحيث أصبح "لي" حانياً ظهره بطريقة مؤلمة للغاية.

بقي خادم الرب في هذا الوضع لمدة ثلاثة أيام متواصلة، كاد خلالها أن يغيب عن الوعي لشدة الألم.

في نهاية اليوم الثالث، فكّت السلطات السلسة التي تربط قدميه، وأعطت الأوامر بأن يبدأ بالعمل.

كان على "لي" أن يعمل على تركيب الأضواء الصغيرة التي تستعمل في تزيين أشجار عيد الميلاد، وكانت هذه الأضواء ستباع الى الولايات المتحدة الأميركية لكي يستخدمها الناس في تزيين اشجارهم وبيوتهم.

كانت هذه الأضواء صغيرة للغاية، وكان القس "لي" قد فقد نظّاراته الطبّية عندما اعتقلته السلطات.

لذلك صعب عليه العمل، لكن لم يكن هناك من سبيل آخر أمامه سوى العمل.

كان يبدأ "لي" عمله كل يوم في السادسة صباحاً لينهيه في الحادية عشر ليلا.

كان عليه أن يركّب ما لا يقل عن 4000 ضوء يومياً وإلا فكانت عاقبته أن يجلد على ظهره جلداً مؤلماً للغاية.

أدّى القس عمله بكل صبرٍ وإيمانٍ مستذكراً أقوال الرب يسوع لتلاميذه "إذا أبغضكم العالم فاعلموا أنّه أبغضني قبل أن يُبغضكم... أُذكروا الكلام الذي قلته لكم: ما كان الخادم أعظم من سيّده.
إذا اضطهدوني فسيضطهدونكم أيضاً.".

هذه قصة واقعية تتكرر في الكثير من الأماكن في عالم اليوم وليست من نسج الخيال، أو من العصور القديمة وها هي الصين في زمن الكورونا والحجر الصحي تنتقم من أتباع إبن الإنسان وتهدم الكنائس.

علماً أن المسيحي مضطهد في أغلب الدول الآسيوية والإفريقية .... ولسان حاله يردد من أجل الإنسان وابن الإنسان مع آلامك يا يسوع...يا ابن الإنسان إرحمنا. آميـــــــن.

صوم مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.