HTML مخصص
14 Jan
14Jan

تلك الأيام الماضية ليست بعيدة عن أيامنا الحاضرة، لا زال هيرودس رئيس الربع حاكماً، متربعاً على عرش الغرائز، يحكم حسب ميوله وأمراضه النفسية ويقتل الأبرياء والأنبياء والمرسلين.

خوفاً من أعمال يسوع وضع هيرودس يوحنا في السجن، وترك الزناة يعربدون في القصر. ظنّ الناس أنه يحكم باسمهم ومن أجلهم، ربما تلاعب بمشاعرهم فانقلبوا على يوحنا البريء الآتي ليهيء طريق الرب فقطعها عند أبواب القصر المليء بالعهر الملوكي.

لا زال هيرودس الزاني حاكما ومتحكما في مستقبل البلاد يستبيح حرمة الحياة والمحرمات والكرامات وينتهك حقوق الانسان باسم الحفاظ على حقوق الطائفة وهو لا يعرفها أو باسم الدين وهو جاحدٌ كافرٌ أو باسم الوطن وهو خائنٌ عميلٌ رخيص.

الشعب يدفع وهيرودس يقبض، الشعب يجوع والحاكم يصرف أموال الدولة على حفلات المجون الرئاسية.

"وفي ذكْرَى مَوْلِدِ هِيْرُودُس، رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيْرُودِيَّا في وَسَطِ الـحَفْل" والمعروف أن هيروديا هي إمرأة أخيه والراقصة إبنة أخيه الذي أكل لحمه وهو حيٌ.

هيروديا نفسها تحكم اليوم، تدير البلاد بإصبعها وبأمرٍ منها تغرق السجون بالابرياء، وتُقدم الرؤوس على طبقٍ من فضةٍ وفي كل ليلةٍ حمراء تهمس في أذن الحاكم الجبان :“أَعْطِني هُنَا، عَلى طَبَق، رَأْسَ يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان!” لأنها أغرته بجسدها لا بل بجسد ابنتها وهي وابنتها محرمتين عليه.

"رَقَصَت...وأَعْجَبَتْ هِيْرُودُس، فَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ يُعْطِيَهَا مَهْمَا تَسْأَل" فإذا أردنا أن نعلم أين ذهبت أموال الخزينة وأموال الناس ومن نهب الدولة ومن فجّر المرفأ ومن سبّب في انهيار الاقتصاد ومن ساق الناس إلى الحرب والفقر والجوع فلنسأل عن راقصات القصور والباقي تفاصيل تترك لتسلية المحاكم وإلهاء الناس وتسفيه الرأي العام.


إلى كل امرأةٍ مثل هيروديّا نقول كفى إجراماً وخراب بيوت، لك زوجٌ وعائلة كوني هناك في عقلك وفكرك وجسدك وليس في بيوت الغرباء.

لا يحلّ لكِ قتل زوجة رجل آخر وأخذ مكانها وتشريد أولادها، فصوت صراخها سيصل إلى السماء لطلب العدالة من رب السماء والأرض.

وإلى كل حاكم جبان مثل هيرودس نقول له بلسان يوحنا: " لا يحل لك قطع رأس الشرف والكرامة ارضاء لعهرك.. لا يحل لك قطع رأس الحكمة ارضاء لغبائك. لا يحل لك تأديب فتاة كشفت عن شعرة من رأسها لأنها خالفت الشرع وانت تغتصب شرف نساء مملكتك عند كل مساء.."

اعطنا يا رب شجاعة يوحنا فنصرخ في وجه الباطل ولو كان حاكماً، أعطنا قدرة على محاسبة أنفسنا أولا ومن ثم ايقاظ ضمير من هم حولنا. آميـــــــن.

نهار مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.