HTML مخصص
26 Sep
26Sep
إعلان خاص

يقول أعداء المسبحة الورديّة إنها باطلة بحسب قول الربّ :

"إذا صليتم لا تردّدوا الكلام عبثًا كالوثنيّن الذين يظنّون أنه لكثرة كلامهم يُستَجاب لهم"
(متّى ٧:٦).

لكنّ الوثنيّين يعبدون الشياطين، فأوثانهم ليست قطعًا من حجر بل هي شياطين.

لهذا يتكلّم بولس الرسول عن عبادة الأوثان فيقول :
"أي ألفة بين المسيح وبليعال".
(٢ كورنتس ١٤:٦-١٦).


عبادة الأوثان هي سحر وتحضير أرواح وعرافة وزنى مقدّس في هياكل الأوثان وتقديم أضاحٍ حيوانيّة وبشريّة للوثن. و"صلاة" الوثنيين ليست صلاة بل هي ممارسة سحريّة تَحضُر في أثنائها الشياطين وتَدخُل في الوثنيّين وتسكن فيهم.

وكان في أيّام الربّ يسوع أشخاصٌ كثيرون جدًا مسكونون بالشياطين بسبب عبادة الأوثان والسحر، ولهذا قال :

"أشفوا المرضى وأخرجوا الشياطين" (متى ٨:١٠).

وعُبَّاد الأوثان أشرار، مملوءون من كلّ حقد وحسد وخبث وعهر وطمع ونجاسة وشهوة.

فقول يسوع "لا تردّدوا الكلام كالوثنيّين" يعني أولًا أن نعبد الإله الحقيقيّ وأن ننكر الشيطان وأقواله وأعماله وأباطيله، وأن نطهّر قلوبنا من كلّ خبث وحقد ونجاسة وشهوة ورياء وعبادة أوثان.

فالوثنيّون ما كانوا يُصلّون إلى الله تائبين وطالبين التقدّم في الحياة الروحيّة، بل كانوا "يصلّون" إلى الوثن، طالبين الحاجات الماديّة ونُصرتهم في حروبهم والإنتقام من أعدائهم.

فكيف تستجاب "صلواتهم"؟لهذا، يسوع لا ينفي فائدة تكرار الصلاة، بل على العكس، يطلب الإلحاح فيها.

وهو لأجل ذلك أعطى مثل الرجُل الذي ذهب ليلًا يطلب خبزًا من قريبه وألحّ في الطلب (لوقا ١١ : ٥ - ٨).
ومثَل قاضي الظلم الذي أنصف الأرملة لإلحاحها في السؤال (لوقا ١٨ : ١ - ٨).

وإستجاب الربّ للأعمى الذي لم يتوقّف عن تكرار عبارة : "يا ابنَ داود ارحمني" (٤٦:١٠-٥٢).

ويسوع نفسُه في بستان الزيتون "كرّر الكلام عينه" ثلاث مرّات أمام أبيه السماويّ (متّى ٤٤:٢٦).

وبولس الرسول يقول :

"لتكُن طلباتُكم معلومةً لدى الله" (فيلبّي ٦:٤) و"صلّوا ولا تملّوا" (١ تسالونيكي ١٧:٥).

وفي الصلوات البيزنطيّة يُقال أربعون مرّة "يا ربّ ارحم".

فالصلاة المكرّرة مرغوبةٌ ومقبولة بالتّأكيد، ومريم العذراء نفسها أعطت المسبحة الورديّة وأمرت بتلاوتها لتوبة الخطأة وإنهاء الحروب وخلاص العالم.

والمسبحة الورديّة ومسبحة "صلاة إسم يسوع" وصلاة مسبحة الرحمة الإلهيّة والتسعويّات وغيرها قد أثبتت قوّتها في تقديس المؤمنين وتقدّمهم الروحيّ وتحرّرهم، وإجترحت العجائب وصنعت القدّيسين.

"فلنقترب من الله بقلب صادق وإيمان كامل، وقلوبنا مطهّرةٌ من سؤء النيّة"
(عبرانيّين ٢٢:١٠)

ولنصلِّ بخشوع وتقوى.

والذي يعرف إحتياجاتنا يستجيب لنا برحمته.
له المجد. آميـــــــن



/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.