HTML مخصص
17 Feb
17Feb

دخلت عبارة "طاقة" اللغة المتداولة فيقولون "طاقة إيجابية" أو "سلبية".

وأصل إستعمال العبارة بهذا المعنى هو تيّار "العصر الجديد" الذي يزعم أنّ عصر المسيحية (عصر السمكة) إنقضى ودخلت البشريّة عصراً جديداً هو عصر الدلو الذي يحضر لمجيء "الماتريا" (المسيح الدجال) الذي سيحكم العالم.

ومصدر إستعمال عبارة "طاقة" بمعناها الغيبي هو ممارسات السحر والتنجيم وعبادة الشيطان التي ينهمك فيها أتباع "العصر الجديد".

وكلمة "طاقة" جذّابة وينسج "العصر الجديد" الأكاذيب حولها للتأثير في الناس وإبعادهم عن الإيمان وجرّهم إلى الإعتقاد بأمور الغيب.

ويزعمون أنّ عندهم ممارسات تعطي طاقة إيجابيّة وتحرّر من الطاقة السلبيّة.

ويقولون أنّه يجب الإبتعاد عن أشخاص معينين (كالتعساء) لأنهم يعطون طاقة سلبيّة.

وهناك أماكن مشحونة بطاقة سلبيّة يجب طردها من خلال ممارسات السحر.

ويزعمون أنّه يمكن شحن مواد معيّنة كالماء بطاقة إيجابيّة لأجل الصحّة والحماية والعلاج.

وكل ذلك مصيدة لجذب النفوس بغية أذيّتها وجرّها إلى ممارسات الغيب.

والذين يخصعون لهذه الممارسات يشعرون بتغيّر ما حولهم أو في أجسادهم فيقال لهم إنّ ذلك هو من تأثير الطاقة الإيجابيّة.

لكن ما هي هذه الطاقة؟ هل هي حراريّة أو كهربائيّة أو مغناطيسية؟

وما مصدرها، وهل هي من الله؟
وما تأثيرها وكيف تعمل لتؤثّر في الأشخاص والأشياء؟ وهل تأثيرها الظاهر يدلّ على حقيقتها؟

هذه الطاقة ليست من الله وليس هناك طاقة سلبيّة ولا إيجابيّة.

وتعليم الكنيسة لم يستعمل عبارة "طاقة" بهذا المعنى.

فهي ليست من الله وأي تأثير يحصل من جرّاء أي ممارسة غيبية هو من الشرّير.

فعبارة "طاقة" تعني قوّة إبليس وقوْة الشرّ المستمدّة من إبليس من خلال ممارسات الغيب، حتّى لو كان ظاهر تلك القوة إيجابياً.

وهذه العبارة الجذّابة تسبّب الوساوس للبعض فيخضعون لممارسات تؤذيهم وتزيد وساوسهم وإنهماكهم في طقوس وسواسيّة.

وعلاج هؤلاء التوبة عن هذه القناعات الشيطانيّة والإيمان بقوّة الله والثقة بحُسن تدبيره وخلاصه وقدرة شفائه، وهو القائل :

"أنا الرب معافيك" (خروج ٢٦:١٥)

فليس هناك أقوى من الله وكلمته وروحه، وقد قال الكتاب "بكلمة الله خلقت السموات وبروح فمه كل جنودها".

والإعتقاد بوجود "طاقة" هو الإعتقاد بقوّة إبليس ومخالفة للوصيّة الأولى.

أمّا الخضوع لممارسات الغيب والإنهماك فيها فهو تعامل مباشر مع إبليس أذاه محتّم وهو خطيئة ثقيلة وإهانة ضد الله (تثنية ١٠:١٨)


/الأب أنطوان يوحنا لطوف/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.