HTML مخصص
05 Feb
05Feb

لم يخلُص يهوذا.

فالربّ قال فيه: "كان خيرًا له لو لم يولَد"، "ولم يهلك مِنهُم إلّا ابنُ الهلاك".

كان مع يهوذا كيسُ النّقود وكان يختلس منه المال.

وفي العشاء السريّ دخل فيه الشيطان فذهب إلى اليهود وباع يسوع.

ولمـّا عرف أنّه قد صُلب، ذهبَ وشنقَ نفسَه.

هو سارقٌ وخائنٌ وقاتل.

وقتل النّفس خطيئةٌ أعظم من قتل الآخرين.

فليس على الإنسان أعزُّ من نفسه.
ومن قتل نفسه قتلَ أعزَّ شخصٍ لديه، ولكانَ سهلًا عليه أن يقتُلَ آخرين.

فحتى لو لم يسلم يسوع، فإنتحاره يكفي لكي يعاقب بالهلاك.

هل شنق نفسه ندامةً، أم أنّ الشيطان وسوس له الفشل والذّنب؟ في كلّ الأحوال، لا تنتفي مسؤوليّتُه في تسليم يسوع، حتّى لو أنّ فِعلَته أسهمت في إتمام تدبير الخلاص.

وما أبهجَ قلبَ إبليس أنّ يهوذا باع دم المسيح وسبَّبَ موتَه، وقد حَسِبَ إبليسُ ذلك إنتصارًا له.

وبعدما شنق يهوذا نفسه، أخذه إبليس إليه.

يهوذا صار من عظماء الشياطين في مملكة إبليس، ويُسمّيه عبدة الشيطان "الربّ" يهوذا.

ولكلّ شيطانٍ ختمٌ أو رمزٌ أو علامة، وفي بحثي وجدتُ أنّ ليهوذا ختمًا شيطانيًّا، ويستَحضرُه عبدَة الشيطان في سحرهم.

لقد سمّاه يسوع "ابنُ الهلاك"، وهذا التّعبير هو من ألقاب إبليس.

فيهوذا هو ابنُ إبليس بحسب توصيف يسوع.
فكيف يخلص شيطانٌ باعَ دم المسيح وأسلمه ليموت على أيدي أعدائه؟

في تعليم الكنيسة الرسمي وتعليم الآباء القدّيسين وفي الليتورجيا الكنسيّة، إبليس هالك.

أمّا الأفكار المغايرة فلا تعبّر سوى عن آراء قائليها.


 /الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.