HTML مخصص
27 Aug
27Aug
إعلان خاص

سأل الصبي ماريو والده :

"لماذا يسمح الله بالتجارب؟ هل يُريدنا الله متألّمين؟ ألا يودّ أن نفرح و نتهلل؟"

أجاب الوالد :

"خلقنا الله لكي نُسرّ ونفرح، مقدماً لنا كل شىء. لكننا إذ نُسىء إستخدام الحياة السهلة المملوءة بالبركات الزمنية و الخالية من الضيق، يسمح لنا بالألم إلى حين، لكي يرفع قلبنا إلى حياة أبديّة مجيدة مملوءة فرحاً و تهليلاً. "

سأل ماريو : كيف هذا؟

أجاب الوالد : سأروي لك قصّة يونانية قديمة.


لاحظ أنتيجونس antigonus أنّ جندياً مملوء غيرة وشجاعة، في كل معركة يختار أكثر المناطق خطورة ليذهب بكل شجاعة و يُحارب بكل قوّة.


كانت تصرّفاته تلهب زملاءه ورؤساءه بالجهاد الجاد بلا رخاوة، وراء كل نصرة يحققونها.

أعجب أنتيجونس بالجندي فإستدعاه وشكره على شجاعته، وكشف له عن إعجابه بأمانته لوطنه.

أمّا هو فقال له :

"إنّي أحبّ وطني و أشتهي الموت من أجله".

سأله أنتيجونس إن كان يطلب منه شيئًا.

وفي نهاية الحديث قال له الجندي إنه مُصاب بمرض خطير، وأنه يترقّب موته بين يوم وأخر.

إنه يُعانى من الآم شديد.

كانت آلامه تدفعه للعمل فى معارك فلا يهاب الموت، الذي حتماً قادم بسرعة، إن لم يكن بسبب المعركة فبسبب المرض.

قدّم أنتيجونس الجندي لأحد أطبائه الماهرين جداً.

وبعد شهور قليلة إذ قامت معركة لاحظ أنتيجونس إختفاء الجنديّ من المعركة، وبعد أن تمّت النصرة سأل عن الجندى لعلّه قد مات.

قيل له: إنه لم يمت، لكنه قد شفى تماماً على يدَي طبيبك الماهر.

وبعد شفائه صار حريصاً على صحّته و عائلته وراحته، فصار يتهـرّب من المعارك.

حزن أنتيجونس على الجندي الذي كانت الالآم تملأه شجاعة فلم يكن يخاف، وعندما شُفى فقد شجاعته و أمانته فى عمله معه.



مرحباً بالآلام التي تسمح بها لي يداك، إني أُسرّ بالضعفات.

إنها رصيد حُبي لك.
هي سند لي في غربتي.

آلامي هي مجد لي ، ما دمت تحملها معي.

خلالها بالآلم التي تفتح لي باباً فى السماء، خلالها أتمتّع بشركة آلامك، وأختبر قوّة صليبك، وأنعم بمجد قيامتك.




"فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلَامَ ٱلزَّمَانِ ٱلْحَاضِرِ لَا تُقَاسُ بِٱلْمَجْدِ ٱلْعَتِيدِ أَن يُسْتَعْلَنَ فِينَا."

(رُومِيَةَ ٨: ١٨)




#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.