HTML مخصص
14 Aug
14Aug
إعلان خاص

أصيب أسد بمرض أرهقه، وكانت رائحة كريهة تفوح من فمه، وبالكاد كان يسير في الغابة، يبحث عن فريسة، وإذ رأى حمارًا سأله :
«أيّها الحمار العزيز إني أشعر بتعب شديد، وأود أن أسألك، هل تفوح من فمي رائحة كريهة؟!»

أجابه الحمار الأحمق :

«نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق».

ظنًا أنه يقول كلمة الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار، وهو يقول له :
«كيف تتجاسر أيّها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود»،
وإفترس الأسد الحمار.

بعد يومين عبر الأسد بدب، كان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما سبق أن سأل الحمار.

خاف الدب من الأسد فأجاب :
«سيّدي ملك الغابة، وسيّد كل الحيوانات، إنّني أشتمّ من فمك رائحة زكيّة رائعة، لم أشتمّها من قبل».

ظنًا أنه يتكلّم بحكمة.

زأر الأسد وقال له :

«يا أيّها الدب المخادع، إنّك مرائي، كيف تقول هذا وأنا أشتمّ رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة»؟

ثم هجم عليه وإفترسه.


بعد أيّام قليلة عبر على قرد، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلّق شجرة، وإذ كان الأسد جائعًا، توسّل إلى القرد لكي ينزل ويشمّ رائحة فمه.

أمّا القرد الذي سمع عمّا فعله الأسد مع الحمار والدب، فقال للأسد :

«سيّدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقّق لك طلبتك، لكنني أعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتمّ شيئًا بسبب مرضي».


ونجا القرد من الأسد المفترس لأنه لم يرد أن يدخل فيما لا شأن له به.




عزيزي القارئ...



لا تكن حمارًا أحمق، ولا دبًا مخادعًا، لا تكن لك عينان باحثتان ومتتبعتان لكل من حولك، لا تلقِ بأذنيك خلف الأبواب وتحت الكراسي، لا تحاول أن ترى كل شيء، أو أن تسمع كل شيء عن أي شخص وفي أي مكان، لا تنشغل بأمور الناس وأحوالهم، فتنشغل بذلك عن أمورك الشخصية، فتفقد سلامك وراحتك، وتفقد كل الأفراح.


فهناك فرق كبير بين البحث عن المعرفة وسعة الأفق، ومعرفة أخبار الناس وأحوالهم وأسرارهم وتتبّع حياتهم الخاصة، والتدخّل في شئونهم.



#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.